للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ينامون عنها أفضل من التى يقومون. يريد آخر الليل. وكان الناس يقومون أوله. قال البغوى فى شرح السنة: وقوله نعمت البدعة هذه إنما دعاه بدعة لأن النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- لم يسنها ولا كانت فى زمن أبى بكر وأثنى عليها بقوله: نعم ليدل على فضلها ولئلا يمنع هذا اللقب من فعلها يقال نعم كلمة تجمع المحاسن كلها وبئس كلمة تجمع المساوئ كلها، وقيام شهر رمضان جماعة سنة غير بدعة لقوله -صلى اللَّه عليه وسلم- وعليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين. اهـ وقال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه اللَّه فى موضع آخر من فتاويه: وقد ثبت أن أبى بن كعب كان يقوم بالناس عشرين ركعة فى قيام رمضان ويوتر بثلاث فرأى كثير من العلماء أن ذلك هو السنة لأن أقامه بين المهاجرين والأنصار ولم ينكره منكر. واستحب آخرون تسعة وثلاثين ركعة بناء على أنه عمل أهل المدينة القديم. وقال طائفة: قد ثبت فى الصحيح عن عائشة رضى اللَّه عنها أن النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- لم يكن يزيد فى رمضان ولا غيره على ثلاث عشرة ركعة. واضطرب قوم فى هذا الأصل لما ظنوه من معارضة الحديث الصحيح لما ثبت من سنة الخلفاء الراشدين وعمل المسلمين والصواب أن ذلك جميعه حسن كما قد نص على ذلك الامام أحمد رضى اللَّه عنه وأنه لا يتوقت فى قيام رمضان عدد فان النبى -صلى اللَّه عليه وسلم- لم يوقت فيه عددا وحينئذ فيكون تكثير الركعات وتقليلها بحسب طول القيام وقصره اهـ. وبهذا كله استبان أنه لا معارضة بين قول عمر رضى اللَّه عنه: نعمت البدعة هذه وقول رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: وكل بدعة ضلالة لما علمت. وأن من حسب من المتأخرين أو غيرهم أنه أفقه فى دين اللَّه وأغير عليه من عمر فقد سقط فى واد سحيق.

<<  <  ج: ص:  >  >>