لا يقتصر على من جهل وقت حدوثهما لأن المؤمن يعتقد أن كل حركة أو سكون إنما هى بتدبير العزيز الحكيم الذى يقدر على ألا يجلى الشمس بعد انكسافها فيحدث للمؤمن الخوف عند حدوث مثل هذه الأمور. وقد أرشد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم أمته إلى الدعاء والصلاة عند حدوث الكسوف. وقال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه اللَّه فى المجلد الرابع والعشرين من مجموع الفتاوى ص ٢٥٤: الحمد للَّه. الخسوف والكسوف لهما أوقات مقدرة كما لطلوع الهلال وقت مقدر وذلك ما أجرى اللَّه تعالى عادته بالليل والنهار والشتاء والصيف وسائر ما يتبع جريان الشمس والقمر، وذلك من آيات اللَّه تعالى ثم قال: وكما أن العادة التى أجراها اللَّه تعالى: أن الهلال لا يستهل إلا ليلة ثلاثين من الشهر أو ليلة إحدى وثلاثين وأن الشهر لا يكون إلا ثلاثين أو تسعة وعشرين فمن ظن أن الشهر يكون أكثر من ذلك أو أقل فهو غالط، وكذلك أجرى اللَّه العادة أن الشمس لا تكسف إلا وقت الاستسرار وأن القمر لا يخسف إلا وقت الإبدار ثم قال: والعلم بوقت الكسوف الخسوف وإن كان ممكنا لكن هذا المخبر المعين قد يكون عالما بذلك وقد لا يكون. وقد يكون ثقة فى خبره وقد لا يكون. وخبر المجهول الذى لا يوثق بعلمه وصدقه ولا يعرف كذبه موقوف. ولو أخبر مخبر بوقت الصلاة وهو مجهول لم يقبل خبره، ولكن إذا تواطأ خبر أهل الحساب على ذلك فلا يكادون يخطئون، ومع هذا فلا يترتب على خبرهم علم شرعى فإن صلاة الكسوف والخسوف لا تصلى إلا إذا شاهدنا ذلك، وإذا جوز الإنسان صدق الخبر بذلك أو غلب على ظنه فنوى أن يصلى الكسوف والخسوف عند ذلك