للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولا بعقله. فلما كان فى الرابعة حفر له حفرة ثم أمر به فرجم فقال: فجاءت الغامدية فقالت: يا رسول اللَّه إنى قد زنيت فطهرنى وإنه ردها فلما كان الغد قالت: يا رسول اللَّه لم تردنى؟ لعلك أن تردنى؟ رددت ماعزا فواللَّه إنى لحبلى قال: إما لا فاذهبى حتى تلدى، فلما ولدت أتته بالصبى فى خرقة قالت: هذا قد ولدته قال: اذهبى فأرضعيه حتى تفطميه فلما فطمته أتته بالصبى فى يده كسرة خبز فقالت: هذا يا نبى اللَّه قد فطمته وقد أكل الطعام فدفع الصبى إلى رجل من المسلمين ثم أمر بها فحفر لها إلى صدرها وأمر الناس فرجموها فيقبل خالد بن الوليد بحجر فرمى رأسها فتنضح الدم على وجه خالد فسبها فسمع نبى اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم سبه إياها فقال: مهلا يا خالد فوالذى نفسى بيده لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له ثم أمر بها فصلى عليها ودفنت هذا وليست هذه الغامدية هى الجهنية التى روى مسلم قصة رجمها عن عمران بن حصين رضى اللَّه عنهما. وتوهم النووى وتبعه الصنعانى فى سبل السلام فزعم أن الجهنية هى الغامدية وأن جهينة بطن من غامد فإن هذا وهم عجيب إذ أن جهينة وغامدا لا يجتمعان فى عمود نسب واحد والقصتان مختلفتان ففى قصة الغامدية جعل الصبى بيد أمه حتى فطمته وفى قصة الجهنية دفع الصبى لوليها بعدما وضعته مباشرة وفى قصة الغامدية قال لخالد لما شدخها: لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له. وفى قصة الجهنية قال لعمر لما استفهم عن صلاته عليها وقد زنت قال: لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم، وقصة الغامدية من رواية بريدة بن الحصيب وقصة الجهنية من رواية عمران بن حصين

<<  <  ج: ص:  >  >>