للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أبكاني الدهر ويا ربما ... أضحكني الدهر بما يرضي

لولا بُنَيَّات كزُغْب القطا ... رُددن من بعض إلى بعضِ

لكان لي مضطرب واسع ... في الأرض ذات الطول والعرض

وإنما أولادنا ... (البيت).

لو هبَّت الريح على بعضهم ... لامتنعت عيني من الغمض

٤٠ - إذا ما غضبنا غضبة مضريَّة ... هتكنا حجاب الشمس أو أقطرت دما

للقُحيْف بن خُميْر (أو خميَّر) (١) بن سُليم النديِّ (أو البديِّ) شاعر إسلامي كوفي أدرك الدولة العباسية، أخذه منه بشَّار فأدخله في قصيدته، وقبله:

لقد لقيت أفناء بكر بن وائل ... وهِزَّان بالبطحاء ضرباً غشمشما (٢)

٤١ - ومن لم يمت بالسيف مات بغيره ... تعدَّدت الأسباب والموت واحد

لابن نُباتة السعدي (٣) الشاعر عصريِّ المتنبي (٤)، روى ابن خلكان أنه قال:

كنت يوماً في دهليزي فدق عليَّ الباب، فقلت: من؟ قال: رجل من أهل المشرق. قلت: ما حاجتك؟ فقال: أنت القائل (وذكر البيت)؟ فقلت: نعم. قال: أرويه عنك؟ قلت: نعم. فمضى. فلما كان آخر النهار، دق عليَّ الباب. فقلت: من؟ قال: رجل من أهل المغرب. فقلت: ما حاجتك؟ فقال: أنت


(١) والذي في القاموس غلط.
(٢) أفناء الناس وأفناء القوم: من لا يعرف من أين جاء، والمشهور أنه ليس له واحد ولا يوصف به الواحد، وقيل واحده: فنو وفناً، وهزان: قبيلة، والقحيف هذا من بني عقيل وهم موالي بشار، أعني أنه مولاهم والمولى من الأضداد.
(٣) وهو غير ابن نباته خطيب سيف الدولة، المتوفى قبله بسنين، صاحب ديوان الخطب المشهور الذي لم يؤلف مثله، والذي كثرت شروحه، وآخرها ومن أجودها شرح الشيخ طاهر الجزائري، وغير ابن نباته المصري، المتوفى في القرن الثامن، صاحب (سرح العيون) وغيره.
(٤) يقال هو عصريه، ولا يقال معاصره.

<<  <   >  >>