القائل (وذكر البيت)؟ قلت: نعم. قال: أرويه عنك؟ قلت: نعم. وعجبت كيف وصل إلى المشرق والمغرب (١)!
٤٢ - والناس ألف منهم كواحد ... وواحد كالألف إن أمر عنى
لأبي بكر بن دريد، الإمام اللغوي، من مقصورته المشهورة، التي يقول فيها:
من ظلم الناس تحاموا ظلمه ... وعزَّ عنهم جانباه واحتمى
من لم يعظه الدهر لم ينفعه ما ... راح به الواعظ يوماً أو غدا
من لم تفده عبراً أيامه ... كان العمى أولى به من الهدى
من عارض الأطماع باليأس رنت ... إليه عين العزِّ من حيث رنا
من عطف النفس على مكروهها ... كان الغنى قرينه حيث انتوى
وقد عارضها هازلاً محمد بن عبد الواحد الشاعر المعروف بصريع الدّلاء، بمقصورة عجيبة، أسوق أبياتاً منها، وإن لم تكن من صلب موضوعي، قال:
من لم يرد أن تنتقب نعاله ... يحملها بكفِّه إذا مشى
ومن أراد أن يصون رجله ... فلبسها خير له من الحفى
من دخلت في عينه مسلَّة ... فاسأله من ساعته عن العمى
من أكل الفحم تسوَّدْ فمه ... وصار صحن خده مثل الدجى
من صفع الناس، ولم يدعهم ... أن يصفعوه فعليهم اعتدى
من ناطح الكبش تفجَّرر أسه ... وسال من مفرقه شبه الدما
من طبخ الديك ولا يذبحه ... طار من القدر إلى حيث يشا
من شرب المسهل في فصل الشتا ... أطال ترداداً إلى بيت الخلا
من مازح السبع ولا يعرفه ... مازحه السبع مزاحاً بجفا
(١) قلت: ودعاية الأدباء لأنفسهم قديمة ومن أعجبها شيء يقال له كتاب (أنا والنثر).