(٢) في المقامة التاسعة والعشرين؛ الواسطية (ص ٢٨٩ - ٣٠٣) من «مقامات الحريري». (٣) يقول الناظم فيها: «وبعدُ .. فإني لَمَّا رأيتُ أنّ الشَّيخَ الأَوْحَدْ ... القَاسِمَ أبا محمَّدْ، الحَريريَّ ... حين رَتَّبَ المَقاماتِ اللُّغويّةَ فَأحسَنَها ... ووَسَمَ البلدانَ بِسِمَاتِها، ووَصَفها بصِفاتِها ... وقد نَقَضَ قاعِدتَهْ، ورَفَضَ عادَتَهْ، في المَدينةِ الوَاسِطيّهْ، والبَلْدةِ الحَجَّاجِيّهْ، ولم يُرَاعِ فيها حُكْمَ الجِوَارْ، وهي إلى دارِهِ أَقربُ الدِّيارْ؛ ... وكان الأَولى بعَزْمَتِهْ، والأَحْرَى مِن هِمَّتِهْ، أن يَنْسُبَها إلى ما هي به معروفَهْ، وبِسَمْتِهِ مَوصوفَهْ، وهو عِلمُ القراءاتْ، واختلافِ العباراتِ، وتَسلسُلِ الطُّرُقِ والرِّوَاياتْ ... ، فابْتَدَرْتُ حينئذٍ لأَخْذِ الثَّارِ؛ بعَزْمَةٍ رِفاعِيَّهْ، وانْتَدَبْتُ لكَشْفِ العَارِ؛ ببَدِيهةٍ وَاسِطِيَّهْ، وعكستُ قصةَ أبي زيدٍ في استظهارِهِ في مناظرتِهْ، وجعلتُهُ مَحْجُوجًا حالَ استحضارِهِ في مُحاضَرَتِهْ».