{أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} أي: من أجل أن رأى نفسه غنيًا، وأصبح ذا ثروة ومال أشر وبطر، ثم توعده وتهدده بقوله:
{إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى} أي: المرجع، أي: مهما طغيت أيها الإنسان وعلوت واستكبرت واستغنيت فإن مرجعك إلى الله عز وجل بعد الموت.
{أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى} تعجب من حال هذه الرجل الذي ينهى عبدًا إذا صلى، أي: أخبرني عن حال هذا الرجل.
{عَبْدًا إِذَا صَلَّى} الذي ينهى، هو أبو جهل، قيل له: إن محمدًا يصلي عند الكعبة أمام الناس، يفتن الناس ويصدهم عن أصنامهم وآلهتهم، فمر به ذات يوم وهو ساجد فنهى النبي عليه الصلاة والسلام وقال: لقد نهيتك فلماذا تفعل؟ فانتهره النبي عليه الصلاة والسلام فرجع ثم قيل لأبي جهل: إنه- أي: محمدًا - صلى الله عليه وسلم - ما زال يصلي فقال: والله لئن رأيته لأطأن عنقه بقدمي، ولأعفرن وجهه بالتراب، فلما رآه ذات يوم ساجدًا تحت الكعبة وأقبل عليه يريد أن يبر بيمينه وقسمه، لما أقبل عليه وجد بينه وبينه خندقًا من النار وأهوال عظيمة، فنكص على عقبيه وعجز أن يصل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
{أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى}.
{أَرَأَيْتَ} يعني: أخبرني أيها المخاطب إن كان هذا الساجد محمد - صلى الله عليه وسلم - على الهدى فكيف تنهاه عنه.
{أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى} أي: أو أمر غيره بالإخلاص والتوحيد والعمل الصالح الذي تتقي به النار.