{وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ} أي: أن تفرقهم واختلافهم لم يكن لاشتباه الأمر، بل كان بعد وضوح الحق، وظهور الصواب، ثم بعث الله محمدًا فآمن به بعضهم وكفر آخرون.
{وَمَا أُمِرُوا} في الكتب المنزلة، وفي القرآن أيضًا، وهذا يبين أن الأدباء السماوية أصلها واحد.
{إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} ليلتزموا بعبادة الله، وتكون عبادتهم له خالصة لا يشركون به شيئًا.
{حُنَفَاءَ} مائلون من الشرك إلى التوحيد، مستقيمون على ملة إبراهيم عليه السلام ودين محمد - صلى الله عليه وسلم -.
{وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ} أي: يفعلوا الصلوات في أوقاتها ويعطوا الزكاة عند محلها، وخص الصلاة والزكاة، لأنهما من أعظم أركان الدين.
{وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} أي: إن ذلك الدين هو دين الملة المستقيمة من الإخلاص والصلاة والزكاة، فلا ينبغي التفرق عنه.
بين الله تعالى في أول السورة كفر اليهود والنصارى والمشركين، وأن أهل الكتاب من اليهود والنصارى, كانوا ينتظرون بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما بعث تفرقوا فيه فمنهم من آمن به، وكفر به أكثرهم، وكذلك الناس منهم المؤمن والكافر به، عليه الصلاة والسلام وهذه الآيات تبين مآل الفريقين