للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وجزاءهم كما قال تعالى:

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ} بين الله تعالى في هذه الآية بيانًا مؤكدًا بـ (إن) إن الذين كفروا من أهل الكتاب وهم اليهود والنصارى، والمشركين وهم عباد الأوثان والأصنام وغيرها.

{فِي نَارِ جَهَنَّمَ} أي: في النار التي تسمى جهنم، وسميت جهنم، لبعد قعرها وسوادها.

{خَالِدِينَ فِيهَا} لا يفتر عنهم العذاب، ولا يخرجون منها ولا يموتون.

{أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ} أي: شر الخليقة حالا, لأنهم عرفوا الحق وتركوه وخسروا الدنيا والآخرة.

{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ} خير خلق الله عز وجل هم الذين آمنوا به وبرسله وعملوا الصالحات التي أمروا بها.

{جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} قدم الله الثناء على المؤمنين الذين عملوا الصالحات على ذكر جزائهم ثم ذكر جزاءهم.

{جَنَّاتُ} جمعها لاختلاف أنواعها.

{جَنَّاتُ عَدْنٍ} العدن بمعنى الإقامة والاستقرار في المكان وعدم النزوح عنه.

{تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} من تحت قصورها وأشجارها، وإلا فهو على سطحها وليس أسفل.

{خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} أي: ماكثين فيها أبدًا، لا يموتون ولا يمرضون، ولا يبأسون، ولا يألمون، ولا يحزنون ولا يمسهم فيها نصب، وهم في

<<  <   >  >>