للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ما الذي فعل بهم؟ وعاد قبيلة معروفة في جنوب الجزيرة العربية كانوا يسكنون بالأحقاف بين عمان وحضرموت، وقيل: اسم للقرية، أرسل الله تعالى إليهم هودًا، عليه الصلاة والسلام، فبلَّغهم الرسالة ولكنهم عتوًا وبغوا وقالوا: من أشد منا قوة.

{ذَاتِ الْعِمَادِ} يعني: أصحاب الأبنية القوية.

{الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ} أي: لم يصنع مثلها في البلاد، لأنها قوية ومحكمة، وهذا هو الذي غرهم وقالوا: من أشد منا قوة؟

{وَثَمُودَ} أي: وكذلك ثمود، وهم قوم صالح، ومساكنهم معروفة الآن.

{الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِي} أي: قطعوا الصخر ونحتوه، وذلك في وادي القرى الذي كانت تسكنه ثمود، وكانوا ينحتون الجبال وينقبونها بيوتًا يسكنون فيها.

{وَفِرْعَوْنَ} فرعون هو الذي أرسل الله إليه موسى عليه الصلاة والسلام فكذب وطغى.

{ذِي الْأَوْتَادِ} أي: ذي القوة التي يعذب الناس بها ويشدهم إليها.

{الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ} صفة لعاد وثمود وفرعون، والطغيان مجاوزة الحد.

{فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ} أي: بالكفر ومعاصي الله، والجور على عباد الله.

{فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ} الصب يكون من فوق، والعذاب الذي أتى هؤلاء من فوق من عند الله عز وجل، واستعمل لفظ الصب لاقتضائه السرعة في النزول على المضروب.

<<  <   >  >>