والعقل عند أهل السنة والجماعة وسيلة لفهم النصوص، وهو مناط للتكليف.
وأما المتكلمون من الأشاعرة والكلابية وغيرهم فقد انحرفوا في مصدر التلقّي، وخالفوا ما أمر الله به ورسوله وما كان عليه سلف الأمة، وهم مع ذلك مختلفون في تحديده، إلا إنه يجمعهم الاعتماد على العقل، فيجعلونه الأساس في تقرير مسائل المعتقد، ويقدمونه على النقل.
ولذا فهم يقسمون مباحث العقيدة إلى (عقليات) تشمل أكثر (الإلهيات) كالتوحيد والنبوات ونحو ذلك، وإلى (سمعيات) تشمل أمور الآخرة ولواحقها، وقرروا أن الأصل في العقليات هو العقل، بينما في السمعيات النقل (١).
قال أبو المعالي الجويني: (اعلموا وفقكم الله: أن أصول
(١) للمزيد انظر: درء التعارض والنقل لشيخ الإسلام ابن تيمية، والصواعق المرسلة لابن القيم، و (منهج أهل السنة والجماعة ومنهج الأشاعرة في توحيد الله تعالى) (ص٥٥٩ - ٥٨٧) لخالد بن عبد اللطيف بن محمد نور، و (مواقف التفتازاني الاعتقادية في كتابه "شرح العقائد النسفية") (ص٢٧٥ - ٢٩٧) للدكتور محمد محمدي النورستاني.