لأن الوجه قد يراد به الجهة في لغة العرب، وهذا كثير مشهور، وظاهر الآية يدل على أن المراد بالوجه الجهة لا الصفة. ومثل هذا ليس بتأويل، إنما التأويل صرف الآية عن مدلولها ومفهومها ومعناها المعروف.
وجميع من نُقل عنهم تفسير هذه الآية بغير الصفة، كمجاهد وغيره، فإنهم لم يقولوا ذلك إلا في هذا الموضع فقط دون غيره من المواضع التي فيها ذكر الوجه لله تعالى كقوله تعالى:{ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام} الرحمن٢٧، ونحوها من الآيات. ولم ينف أحد منهم أن يكون الله متصفاً بالوجه حقيقة.
وقد روى الدارقطني في الرؤية (رقم ٢٤٣/ص١٦٢) عن الضحاك قال: (الزيادة النظر إلى وجه الله عز وجل)(١).
وقال اللالكائي في شرح أصول أهل السنة (٣/ ٤٥٤): (سياق ما فسر من الآيات في كتاب الله عزوجل على أن المؤمنين يرون الله عزوجل يوم القيامة بأبصارهم:
قال الله عزوجل للذين أحسنوا الحسنى وزيادة روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما صح عنه من تفسيره أنه النظر إلى الله عزوجل.