للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أئمة السلف من أهل السنة في هذه الصفات: "أمرُّوها كما جاءت بلا كيف") (١) اهـ.

هذا بعض كلامه في تقرير المعتقد، فوازن بينه وبين معتقد الأشاعرة، لترى البون الشاسع بينهما.

- الإمام الحافظ المفسر عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن كثير (٧٧٤ هـ)

ادعى الأشعريان أن الحافظ ابن كثير كان أشعرياً، واستدلا على ذلك بما ورد في الدرر الكامنة في ترجمة ابراهيم ابن محمد ابن قيم الجوزية ما نصه: (ومن نوادره أنه وقع بينه وبين عماد الدين ابن كثير منازعة في تدريس الناس، فقال له ابن كثير: أنت تكرهني لأنني أشعري، فقال له: لو كان من رأسك إلى قدمك شعر ما صدقك الناس في قولك أنك أشعري وشيخك ابن تيمية) (٢) اهـ.

وهذه الحكاية لم يذكر ابن حجر من حدثه بها، هذا أولاً.

وثانياً: إنه على فرض صحتها فإن ظاهرها يبطل هذه الدعوى، لأن إبراهيم بن قيم الجوزية لم يصدقه فيما ذكر من الدعوى، مستدلاً بأن شيخه هو ابن تيمية، وهو المعروف عنه الرد على الأشاعرة وإبطال معتقداتهم التي خالفوا فيها الكتاب والسنة وما كان عليه سلف


(١) المرجع السابق (٢/ ٥٠).
(٢) الدرر الكامنة (١/ ٦٠).

<<  <   >  >>