للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والكرامية في فضائح الأشعرية والكلابية، كما صنف هؤلاء في فضائح الآخرين. ولكل مخالف للسنة وطريقة أهل الأثر ما يفتضح به عند التأمل. وأهل الأثر لا فضيحة عليهم عند محصل) (١) اهـ.

وقال: (ثم بُلي أهل السنة بعد هؤلاء -أي المعتزلة - بقوم يدعون أنهم من أهل الاتباع. وضررهم أكثر من ضرر المعتزلة وغيرهم، وهم" أبو محمد بن كلاب، وأبو العباس القلانسي، وأبو الحسن الأشعري ... ) إلى قوله: (وكلهم أئمة ضلال يدعون الناس إلى مخالفة السنة وترك الحديث) (٢) اهـ.

- الإمام أبو محمد علي ابن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي القرطبي الظاهري (٤٥٦ هـ)

ذكر ابن حزم قول الأشعري في أحد قوليه، والذي تابعه عليه الباقلاني وجمهور أصحابه "أن علم الله هو غير الله وخلاف الله، وأنه مع ذلك غير مخلوق لم يزل" ثم قال: (قال أبو محمد: هذا قول لا يحتاج في رده إلى أكثر من أنه شرك مجرد وإبطال للتوحيد، لأنه إذا كان مع الله تعالى شيء غيره لم يزل معه فقد بطل أن يكون الله تعالى كان وحده، بل قد صار له شريك في أنه لم يزل، وهذا كفر مجرد ونصرانية محضة، مع أنها دعوى ساقطة بلا دليل أصلاً، وما قال بهذا أحد قط من أهل الإسلام قبل هذه الفرقة المحدثة بعد الثلاث ماية عام -أي الأشاعرة-، فهو خروج عن الإسلام وترك للإجماع المتيقن .. ) (٣) اهـ.


(١) المرجع السابق (ص١٩٥).
(٢) المرجع السابق (ص٢٢٢).
(٣) الفصل في الملل والأهواء والنحل (٢/ ١٣٥).

<<  <   >  >>