للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والغلبة، والملك، الذي ظنته المعتزلة ومن قال بقولهم إنه بمعنى الاستيلاء، وبعضهم يقول إنه على المجاز دون الحقيقة، ... إلى أن قال: وكذلك بيّن أيضاً أنه على الحقيقة بقوله عز وجل: {ومن أصدق من الله قيلا} النساء١٢٢، فلما رأى المنصفون إفراد ذكره بالاستواء على عرشه بعد خلق سمواته وأرضه، وتخصيصه بصفة الاستواء، علموا أن الاستواء هنا غير الاستيلاء ونحوه، فأقروا بصفة الاستواء على عرشه، وأنه على الحقيقة لا على المجاز، لأنه الصادق في قيله، ووقفوا عن تكييف ذلك وتمثيله إذ ليس كمثله شيء من الأشياء) (١) اهـ.

- الإمام أبو زكريا يحيى بن عمار السجستاني (٤٢٢ هـ)

قال في رسالته في "السنة": (لا نقول كما قالت الجهمية: إنه تعالى مداخل للأمكنة وممازج بكل شيء، ولا نعلم أين هو؟ بل نقول: هو بذاته على العرش، وعلمه محيط بكل شيء، وعلمه وسمعه وبصره وقدرته مدركة لكل شيء. وذلك معنى قوله {وهو معكم أينما كنتم} الحديد٤، فهذا الذي قلناه هو كما قال الله وقاله رسوله) (٢) اهـ.


(١) نقله عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في نقض التأسيس (ص١١١)، وابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص١٥٦).
(٢) نقله عن شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان تلبيس الجهمية (٢/ ٥٢٩) وابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص١٣١) والذهبي في العلو (ص٢٧٩).

<<  <   >  >>