للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وما أشبه ذلك مما جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو على معنى الثواب) (١) اهـ.

- الإمام أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي زمنين (٣٩٩ هـ)

قال في "باب الإيمان بالنزول": (ومن قول أهل السنة: أن الله ينزل إلى سماء الدنيا، ويؤمنون بذلك من غير أن يحدوا فيه حداً، ... -وذكر الحديث من طريق مالك وغيره، وذكر آثار السلف، ثم قال:

وهذا الحديث يبين أن الله عز وجل على العرش في السماء دون الأرض، وهو أيضا بيّن في كتاب الله وفى غير حديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (٢) اهـ.

قلت: إثباتهم للنزول، وامتناعهم عن أن يحدوه، صريح في أن النزول على حقيقته بما دل عليه ظاهر الحديث، إلا أنهم لا يكيفونه، ولا يمثلونه بشيء من صفات المخلوقين. كما أن استدلاله على العلو بحديث النزول صريح في إثبات النزول على حقيقته، وهو ما كان من علو.

- الإمام أبو بكر محمد بن موهب التجيبي الحصار المعروف بالقبري القرطبي المالكي (ت٤٠٦هـ)

قال في شرح رسالة ابن أبي زيد القيرواني في بيان أن صفات الله على الحقيقة لا على المجاز: (وقوله "على العرش استوى" فإنما معناه عند أهل السنة على غير الاستيلاء والقهر،


(١) المرجع السابق (ص١٠٢).
(٢) أصول السنة (ص١١٠ - ١١٣) ونقله عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (٥/ ٥٦) وابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص١٦٤).

<<  <   >  >>