للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أهل العلم، وإنما الغرض منها الإعلام والتنبيه ببدء النسك، ذلك ولو كان هناك طرق أخرى غير الطرق المعروفة يومئذ، لعيّن عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مواقيت لها، وقد كان تعيين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للمواقيت على طرق الناس التي كانت يومئذ إلى مكة، ولأن عمر - رضي الله عنه - عيّن لأهل العراق ميقاتاً على طريقهم لما طلبوا منه ذلك.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ((وذلك لأن الإحرام مما يحاذي الميقات بمنزلة الإحرام من نفس الميقات، فإنه إذا كان بُعدُهما عن البيت واحداً لم يكن في نفس الميقات مقصود)) (١).

أي: ليس المقصود المرور من الميقات نفسه لقدسيته، ولكن المقصود: الإحرام من عند الميقات، أو مما يحاذيه، أي: من مسافة تساويه، ولذلك كانت المسألة الرابعة:


(١) لا يتنافى ماتقرر من عدم قدسية المواقيت مع ما صح أن الله أمر رسوله - صلى الله عليه وسلم - بالصلاة بوادي العقيق وإخباره - صلى الله عليه وسلم - بأنه مبارك، فإن هذه المباركة كانت لأجل الوادي في الأصل لا لأجل أنه ميقات فليتنبه، ولو كانت مقدسة كما زعم الدكتور صاحب (المسائل المشكلة) لما دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ميقات (الجحفة) .. حتى صارت بدعوته خراباً يباباً. فهل يدعو الرسول - صلى الله عليه وسلم - على مكان مقدس، وقد فصلنا ذلك في الرد على صاحب المسائل المشكلة.

<<  <   >  >>