ولما كان من الصعوبة بمكان أن يعمل بالطريقة الأولى للقاصدين براً؛ وذلك لتعذر معرفة الخط لديهم، فيمكنهم العمل بالطريقة الثانية، أما الطريقة الأولى -طريقة الخطوط المستقيمة- فهي تناسب الطائرات؛ لأن من السهولة على الطيار معرفة ذلك.
وقد يقال: إن طريقة المحاذاة برسم خط بين الميقاتين، وطريقة أن يكون البعد عن مكة متساوياً، تكون متوافقة في الميقاتين المتساويي البعد عن مكة، ولا تكون كذلك في الميقاتين المختلفين المسافة عن مكة.
قلت: هذا صحيح، وهذا مشروع، وهذا مشروع، فبأيها أخذ القاصد جاز، بدليل: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أجاز لمن جاء من طريق الساحل الشمالي -الغربي بالنسبة للمدينة- أن يحرم من الجحفة رغم أنه يمر بمحاذاة ذي الحليفة قطعاً، فدل ذلك على جواز الطريقتين.