للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ورب بعضهم يقول: كيف خفيت هذه المسألة المهمّة على بعض أهل العلم.

والجواب: كيف خفيت كثير من المسائل على عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - حتى نُبّه عليها من بعض أصاغر الصحابة، ممن هم أقل منه علماً وفطنة وفضلاً؟

والحقيقة: أن الحق أحق أن يقال، وإذا تبيّن للمرء الصواب فقد وجب عليه بيانه، وحَرُم عليه كتمانه، وبخاصة إذا كان يوافقه على مسألته علماء آخرون، فإن الحق ليس حُكْرةً على عالم، ولا محصوراً في علماء بلد معَين.

بل الحق ما تعلق بالدليل، والدليل ضالة المنصف أينما وجد، ومع من وجد، ولهذا وقف الصحابة يصححون لعمر ولعثمان ولعلي ولغيرهم من فضلاء الصحابة، لما تبيّن لهم الصواب، وعرفوا الحقّ، وما كان من هؤلاء الصحابة -عمر وعثمان وعلي - رضي الله عنهم - إلا الإنصات للنصيحة، والتراجع عن الخطأ إلى الصواب، رضوان الله وسلامه عليهم أجمعين.

<<  <   >  >>