للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رَجَاء، عن سعد بن إِيَاس، عن عبد الله بن مسعود أنه قال ذاتَ يوم لجُلَسائِه: «أرأيتم قولَ اللهِ - عز وجل -: {تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَامِيَة (١)}، ماذا يعني بها؟ قالوا: الله أعلم، قال: فإنها إذا غَربتْ، سَجَدت له وسَبَّحتهُ وعَظَّمته، ثم كَانت تَحتَ العَرش، فإذا حَضَر طُلُوعُها، سَجَدت له وسبَّحته وعظَّمته، ثُم استأذنته فيأذن لها، فإذا كان اليوم الذي تُحبَس فيه، سَجدت له وسبَّحته وعظَّمته، ثم استأذنته، فيُقالُ لها: اثْبُتي، فإذا حَضَر طلوعُها، سجدت له وسبَّحته وعَظَّمته، ثم استأذنته، فَيُقالُ لها اثبُتي، فَتَحتبِس مِقدار ليلتين، قال: ويَفزعُ إليها المُتَهجِّدون، وينادي الرجلُ تلك الَّليْلَة جَارَه، يا فلان، مَا شَأنُنَا الليلةَ؟ لقد نِمتُ حتى شَبِعتُ وصَلَّيتُ حتى أَعْيَيْتُ، ثم يُقَالُ لها: اطْلُعِي مِن حَيثُ غَربتِ، فَذاك يَومَ {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ} الآية» (٢).

(٩٤) أخبرنا أبو نَصْر ابنُ قَتَادَة، أخبرنا أبو نَصْرٍ النَّضْرَويُّ، حدثنا أحمدُ بنُ نَجْدَةَ، حدثنا سَعيدُ بن منصور، حدثنا حَمَّادُ بنُ زَيد، عن عَلي بن زَيْد، عن يوسفَ بن مِهرَان، أَنَّ ابنَ عَباسٍ (٣) قال: خَطَبنَا عُمَرُ فقال: «أيها الناس، سَيكونُ قَومٌ مِن هَذِهِ الأُمَّة يُكَذِّبُون بِالرَّجْمِ، ويُكَذِّبونَ بالدَّجال، ويُكَذِّبُونَ بِطُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، ويُكَذِّبُونَ بِعذَابِ القَبر، ويُكَذِّبُونَ


(١) قرأ ابن عامر، وشعبة، وحمزة والكسائي «حامية» بألف بعد الحاء وإبدال الهمزة ياء، والباقون قرءوا «حَمِئَة».
(٢) أخرجه أبو الشيخ في كتاب «العظمة» (٤/ ١١٥٢)، من طريق محمد بن عمران، به بنحوه. وذكره ابن كثير في «البداية والنهاية» (١٩/ ٢٦٢)، بإسناده ومتنه وعزاه للبيهقي في «البعث والنشور».
(٣) في «ث»: (عباس)، والمثبت من «ب»، «ش».

<<  <   >  >>