للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم يُنفَخُ فيه أُخرى، فَإِذَا هُم قِيامٌ يَنظرُون» (١).

(٢٤٠) وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو القَاسِم عبدُ الرحمن بنُ الحَسَن القَاضِي، حدثنا إبراهيمُ بنُ الحُسين، حدثنا آدمُ بنُ أبي إِيَاسٍ، حدثنا أبو عمرو الصَّنعَاني، عن زَيد بن أَسْلَم قال: «الذي اسْتَثْنى الله - عز وجل -، اثنا عشر، جِبريل، ومِيكائيل، وإسرافيل، وملك الموت، وحملة العرش ثَمَانية» (٢).

وقَد ضَعَّف بَعضُ أهل النَّظَر هذا القول، بِأَن الاستثناء وقع من سُكَّان السماوات والأرض، وهؤلاء لَيسُوا من سُكَّانهما؛ لأن العَرشَ فَوق السماوات كُلِّها، فَحَمَلَتُهُ لا يَكونُونَ من سُكَّان السماوات والأرض، وكذلك جبريل، وميكائيل من الصَّافِّين المُسَبِّحين حَول العرش، وفي ثُبوت حَديث أَنسِ بنِ مَالِك نَظَرٌ؛ لأن في إسناده ضَعفًا، والله أعلم.

وضَعَّف أَيضًا قول مَن زَعم أَنَّ المُراد به ولدان أَهل الجَنة، وما فيها من الحور؛ لأن الجنةَ فوقَ السماواتِ، وهي عَالَم بانفرادها، خُلِقَت للبقاء، والله أعلم.

ومَن زَعم أن الاستثناء راجع إلى هؤلاء الملائكة؛ فإنه يُريد به تِلك الحَالة التي يَصعق غَيرُهُم فيها، ثم إن الله تعالى يُميتُهم بعد ذلك، كما ورد في بعض الأخبار، وذلك يَرِدُ -إن شاء الله أيضًا- في الخبر الطويل وغيره، وإليه


(١) أشار إليه المصنف في «شعب الإيمان» (٢/ ١٩٨)، وضعف إسناده.
(٢) أخرجه عبد الرحمن بن الحسن القاضي-راوي تفسير مجاهد- في تفسير مجاهد (ص ٥٨١) بنفس السند، وقد وقع في تفسير مجاهد هذا جملة من الأحاديث ليست عن مجاهد، وهذا منها، وأشار إليه الحافظ في «فتح الباري» (١١/ ٣٧١)، وعزاه للبيهقي، وقال: «مقطوعًا ورجاله ثقات».

<<  <   >  >>