للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأَمَّا الحَديثُ الصَّحيحُ عن أَبي سَعيد الخُدري في الاقْتِصَاص، فَإِنَّه يُحتمل أن يكون قوله: «حتى إذا نُقُّوا وهُذِّبُوا» يريدُ به -والله أعلم- حتى إذا هُذِّبوا ونُقُّوا بِأَن يَرضَى عَنهم خُصَمَاؤُهُم، ثُم رِضَاهُم عَنهم قَد يَكونُ بالاقتصاص، على ما مضى في حديث أبي هريرة، وقَد يكون بِأن يُثِيبَ الله المظلومَ خَيرًا مِن مَظْلَمتِهِ، ويَغفر لِلظَّالِم، كَما مَضَى في حديث العَبَّاس بن مِرْدَاسٍ، والله أعلم.

وكان محمد بن إسماعيل البُخَاري - رحمه الله - يُضَعِّف إِسنادَ حَديثِ العَبَّاس ابنِ مِردَاس جِدًّا، ويقول: لا يَصِحُّ حَدِيثُهُ في قِصَّة يَومِ عَرَفة، بَاطِل (١).

(٣٩٢) أخبرنا أبو بَكر محمد بنُ الحَسَن بن فُوْرَك، أخبرنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يُونُسُ بنُ حَبِيبٍ، حدثنا أبو داودَ الطَّيَالِسِيُّ (٢)، حدثنا صَدَقةُ بن موسى حدثنا أبو عِمْرَان الجَوْنِي، عن زَيد بن قَيس، أو قَيس بن زَيد، عن قَاضِي المِصْرَيْن شُرَيحٍ، عن عبد الرحمن بن أَبي بَكر الصِّدِّيق، أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:

«إِنَّ اللهَ -تَبارك وتَعَالَى- يَدعُو صَاحِبَ الدَّيْن يَومَ القِيَامَة، فيقول: يا ابنَ آدَم فِيمَا أَضَعْتَ حقوقَ النَّاسِ، فِيمَا أَذْهَبْتَ أمَوالَهُم؟ فيَقول: يَا رَبِّ لَم أُفْسِد، ولَكنِّي أُصِبْتُ إِمَّا غَرَقًا، وإِمَّا حَرَقًا، فيقول: أَنا أَحَقُّ مَن قَضَى عَليك اليوم، فَتَرجُحُ حَسَنَاتُهُ عَلى سَيئاتِهِ، فَيُؤْمَر بِه إِلى الجَنَّة» (٣).

(٣٩٣) أخبرنا أبو الحَسَنِ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَين العَلَويُّ، أخبرنا أبو


(١) ينظر «كتاب الضعفاء» للعقيلي (٥/ ١٦٥).
(٢) «مسند الطيالسي» (١٤٢٣).
(٣) أخرجه أحمد (١٧٠٧)، (١٧٠٨)، من طريق صدقة بن موسى، به ... بنحوه.

<<  <   >  >>