للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مَحْمُودٍ الدَّقَّاقُ -إملاءً-، حدثنا الحُسَين بن الفَضْل البَجَلِي ح وأخبرنا عَلِيُّ بنُ أحمدَ بنِ عَبْدَانَ، أخبرنا أحمدُ بن عُبَيد الصَّفَّار، حدثنا محمد بن الفَرَج الأَزْرَق قالا: حدثنا عبدُ الله بنُ بَكر السَّهْمِي، حدثنا عَبَّادُ بن شَيْبَةَ الحَبَطِيُّ، عن سَعيد بنِ أَنَس، عَن أَنَسٍ، عَن رَسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، قال: بَيْنَما رَسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - جَالِسٌ إِذْ رَأَيْنَاه ضَحِكَ حَتَّى بَدَت ثَنَايَاه، فَقال عُمَرُ: مَا يُضْحِكُكَ يا رسولَ اللهِ -بِأَبِي أَنْتَ وأُمِّي-؟ قال:

«رَجُلان جَثَيا مِن أُمتي بَين يَدَي رَبِّ العِزَّة، فقال أحدهما: يَا رَبِّ، خُذ لي مَظلَمتي مِن أَخِي، فقال اللهُ -تعالى-: اعْط أَخاك مَظلمَتَه، فقال: يا رب لَم يَبْق مِن حَسناتي شَيءٌ، فقال اللهُ -تعالى- للطَّالِب: كَيف تَصنع ولَم يَبق مِن حَسناتِه شَيء؟ قال: يَا رب، يَتَحمَّل عَنِّي مِن أَوزَارِي، قال: وفَاضَت عَيْنا رَسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بِالبُكاءِ، ثم قال: إِنَّ ذَلِك يَومٌ عَظِيم، يوم يَحتاجُ النَّاس إلى أن يُحْمَلَ عنهم مِن أَوْزَارِهِم، قال: فقال الله تعالى للطَّالِب: ارفع رأسك فَانْظُر في الجِنَان، فَيرفع رَأْسَه، فقال: يَا رَبِّ أَرَى مَدَائِنَ مِن فِضَّة مُرتَفِعَة وقُصُورًا مِن ذَهَب مُكَلَّلَة بِالُّلؤلُؤ، لِأَيِّ نَبِيٍّ هَذَا؟ أو لِأَيِّ صِدِّيقٍ هَذا؟ أو لأي شَهيدٍ هذا؟ قال: هَذا لِمَن أَعْطَى الثَّمَن، قال: يَا ربِّ، ومَن يَمْلِكُ ذَلِك؟ قال: أَنْتَ تَمْلِكُهُ - قال: ذكر كَلِمةً أَظُنُّها - قال: بِم يَا رَب؟ قال: بِعَفْوِكَ عَن أَخِيكَ، قال: يَا رَبِّ، إِني قَد عَفَوتُ عَنه، قال اللهُ - عز وجل -: خُذْ بِيَدِ أَخِيكَ فَأَدخِلْه الجَنَّة، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند ذلك: اتَّقُوا اللهَ وأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُم، فَإِنَّ اللهَ يُصْلِحُ بَين المُؤمنين يَومَ القِيَامَة» (١).


(١) أخرجه ابن أبي الدنيا في «حسن الظن بالله» (١١٨)، وابن أبي داود في «البعث» (٣٢)، والحاكم في «المستدرك» (٨٧١٨)، وغيرهم من طريق عبد الله بن بكر السهمي، به. وعباد الحبطي ضعيف، وشيخه سعيد بن أنس لا يعرف، كما قال= =الذهبي، وليس بابن لأنس بن مالك، وقال الحافظ ابن كثير في «البداية والنهاية» (٢٠/ ٤٠): «إسناد غريب، وسياق غريب، ومعنى حسن عجيب».

<<  <   >  >>