للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالرَّجْم، ويكذبون بالدَّجَّال، ويكذبون بطلوع الشمس من مغربها، ويكذبون بعذاب القبر، ويكذبون بالشَّفَاعَة، ويكذبون بقوم يخرجون من النار بعدما امْتُحِشُوا» (١).

(٤٦٥) أخبرنا أبو طاهر الفقيه، أخبرنا أبو بكر القَطَّان، حدثنا أبو الأزهر، حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، حدثني صُرَدُ بنُ أَبي المُنَازِل، سَمعتُ حَبِيبَ (٢) بنَ أبي فَضَالة المَالِكِي قال: لَمَّا بُنِي هَذا المَسْجِدُ، مَسْجِدُ الجَامِع؛ إذا عِمْرَانُ بنُ حُصَين جَالِسٌ، فَذَكَرُوا عِندَ عِمْرَانَ الشَّفَاعَةَ، فقال رَجُلٌ مِن القَوم: يا أبا نُجَيْد، إِنَّكُم لَتُحدِّثُونَنَا بأحاديثَ لَم نَجد لَها أَصلًا في القرآن، قال: فَغَضِبَ عِمرانُ وقال للرجل: قَرأتَ القرآنَ؟ قال: نعم، قال: فهل وجَدتَ صلاةَ العِشَاء أَربعًا، ووجدتَ صَلاة المَغرب ثلاثًا، والغَدَاةَ ركعتين، والظُّهر أربعًا، والعَصْر أَربعًا؟ قال: لا، قال: فعن مَن أَخَذتُم هذا الشَّأن؟ أَلَستُم عَنَّا أخذتُمُوه؟ وأخذنا عَن نَبيِّ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ ووجَدتُّم في كُلِّ أربعين درهمًا دِرهَمٌ، وفي كل كذا شَاة، وفي كُلِّ بَعيرٍ كَذا؟ أَوَ وَجَدتُّم في القرآن هكذا؟ قال: لا، قال فعن من أخذتم هذا؟ ! أخذناه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأخذتموه عَنَّا، وقال: وجدتم في القرآن {وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (٢٩)} [الحج]، أوجدتم فَطُوفوا سَبعًا، واركعوا ركعتين خلف المَقَام، أوجدتم هذا في القرآن؟ ! عن من أخذتموه؟ ألستم أخذتموه عَنَّا، وأخذناه عن رسول الله


(١) أخرجه الحارث في «المسند» (٧٥١ - بغية)، من طريق حماد بن زيد، به، وأخرجه أحمد (١٥٦)، من طريق علي بن زيد، به. وعلي بن زيد هو ابن جدعان: ضعيف.
(٢) في جميع النسخ (شبيب) والظاهر أنه تحريف، والصواب ما ذكرناه -إن شاء الله- وينظر: «التاريخ الكبير» للبخاري (٢/ ٣٢٣)، و «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم (٣/ ١٠٧)، و «الثقات» لابن حبان (٤/ ١٣٨).

<<  <   >  >>