«إِنَّ في الجَنَّة غُرَفًا يُرَى ظُهُورُها مِن بُطُونِهَا، وبُطُونُها مِن ظُهُورِها، فقام أَعْرَابِيٌّ فقال: لِمَن هِي يا رسولَ اللهِ؟ قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: لِمَن قال طِيْبَ الكَلام، وأَفْشَى السَّلَام، وأَطْعَمَ الطَّعَامَ، وصَلَّى باللَّيل والنَّاسُ نِيَام»(١).
(٨٢٠) أخبرنا أبو الحُسَين ابنُ بِشْرَانَ، أخبرنا أبو عمرو عُثْمَانُ بنُ أَحْمدَ -المَعْرُوف بِابنِ السَّمَّاك-، حدثنا عبدُ الرحمنِ بن محمد بن منصور، حدثنا أَبِي، حدثنا عبدُ الرحمنِ بنُ عبدِ المُؤْمِن، قال: سَمِعتُ محمدَ بنَ وَاسِعٍ، يَذْكُرُ عن الحَسَنِ، عن جَابِر بنِ عَبدِ اللهِ، قال: قال لَنَا النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -:
«ألَا أُحَدِّثُكُم بِغُرَف الجَنَّة؟ قال: قُلتُ: بَلَى يا رَسُولَ اللهِ، بِأَبينَا أَنْتَ وأُمِّنا، قال: إنَّ في الجَنَّة غُرَفًا مِن أصناف الجَوهر كُلِّه، يُرى ظَاهِرُها مِن باطِنها، وباطِنُها مِن ظَاهِرها، فيها مِن النعِيم واللَّذَاتِ والشَّرف، ما لا عَينٌ رَأَتْ، ولا أُذُنٌ سَمِعَت، قال: قلتُ: يا رسول اللهِ، ولِمَن هذه الغُرَف؟ قال: لِمَن أَفْشَى السَّلامَ، وأَطْعَم الطَّعامَ، وأَدَامَ الصِّيامَ، وصَلَّى بالليل والنَّاسُ نِيَام. قال: قلنا: يا رسول الله، ومَن يُطِيقُ ذَلِك؟ قال: أُمَّتِي تُطِيقُ ذَلك، وسَأُخبِرُكُم عن ذلك: مَن لَقِيَ أَخَاه فَسَلَّم عَلَيه، أَو رَدَّ عَليه فَقَد أَفْشَى السَّلَام، ومَن أَطْعَم أَهْلَه وعِيَالَه مِن الطَّعَام حَتَّى يُشْبِعَهُم، فَقد أَطْعَم الطَّعَام، ومَن صَامَ رَمَضَان، ومِنْ كُلِّ شَهرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَقَد أَدَامَ الصِّيَامَ، ومَنْ صَلَّى العِشَاء الآخِرَة، وصَلَّى
(١) أخرجه الترمذي (١٩٨٤)، (٢٥٢٧)، من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، به بنحوه، وقال الترمذي: «هذا حديث غريب، وقد تكلم بعض أهل العلم في ... عبد الرحمن بن إسحاق هذا من قبل حفظه وهو كوفي، وعبد الرحمن بن إسحاق القرشي مديني وهو أثبت من هذا».