للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[هود]، يقول: «عَطَاءً غَيْرَ مَقْطُوعٍ (١)» (٢).

(١١٨٨) أخبرنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابنُ مَحْبُورٍ الدَّهَّانُ، (٣) أخبرنا الحُسَيْنُ ابنُ مُحَمَّد بنِ هَارُون ٣)، حدثنا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ نَصْرٍ، حدثنا يُوسُفُ بنُ بِلَالٍ، حدثنا مُحَمَّدُ بنُ مَرْوَانَ، عن الكَلْبِيِّ، عن أَبِي صَالِحٍ، عن ابْنِ عَبَّاسٍ، فَذَكَر تَفْسَيرَ سُوَرَةِ هُود إلى قوله: {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (١٠٦) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ} [هود]، قال: «فَقَد شَاءَ رَبُّكَ أَنْ يَخْلُدُوا فِي النَّار، {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ} [هود]، قال: فَقَد شَاءَ رَبُّك أَنْ يَخْلُدُوا فِي الجَنَّةِ.

قال: وقال فِيهَا وَجْه آخَر، قال: إِنَّ أَهْلَ الجَنَّةِ لَا يَخْرُجُونَ مِنَ الجَنَّةِ، وأَهْلَ النَّارِ لَا يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ، ويَكُونُونَ في الجَنَّةِ وفي النَّارِ كَمَا كَانَت السَّمَواتُ والأَرْضُ، فَلَم يَفْن خَلْقُهُما حَتَّى هَلَك مَن عَلَيْهَا وصَارُوا إِلَى الجَنَّةِ وإِلَى النَّارِ، وكَذَلِكَ يَدُومُ أَهْلُ الجَنَّةِ وأَهْلُ النَّارِ عَطَاءً لَهُم، يَعْنِي رِزْقًا لأهل الجَنَّةِ، {غَيْرَ مَجْذُوذٍ (١٠٨)} [هود]، يقول: غَيْرَ مَقْطُوعِ عَنْهُم.

قال: ويقال: {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ} [هود: ١٠٦] {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ}، حَبَسهُم عَلَى الصِّرَاطِ يُعَذَّبُونَ، {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ} خُرُوجَهُم مِنَ النَّارِ، وهُمُ الجَهَنَّمِيُّونَ، {إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (١٠٧)} [هود]،


(١) في «ع» (منقطع).
(٢) أخرجه الطبري في «التفسير» (١٢/ ٥٨٩)، من طريق عبد الله بن صالح، به.
(٣) (-٣) بينهما سقط من «ب».

<<  <   >  >>