للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"حديث غريب، وجابر الجعفي (يعني الذي في إسناده) ضعفوه، تركه يحيي ابن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي"

٥ - عن علي بن أبي طالب مرفوعًا: " ... لا تقع بين السجدتين".

قال الترمذي: (٢/ ٧٣):

"غريب لا نعرفه إلا من حديث أبي إسحاق عن الحارث عن علي، وقد ضعف أهل العلم الحارث الأعور" (١).

والأمثلة بنحو هذا كثيرة جدًا في سنن الترمذي وفي هذا القدر كفاية، ومنها يتبين للقارئ الكريم أن الغرابة المذكورة في هذه الأحاديث الخمسة وأمثالها لا يمكن أن تجامع الصحة مطلقًا لتصريح الترمذي فيها بما ينافي الصحة كما سبق، وإنما يمكن أن تجامع الغرابة الصحة عند الترمذي في بعض الأحاديث التي أطلق الترمذي عليها الغرابة ولم ينص على تضعيفها، أو تضعيف أسانيدها، مثل الحديث الذي قال فيه (٢/ ٥٧ - ٥٨):

"حدثنا قتيبة: حدثنا عبدالله بن نافع عن محمد بن عبدالله بن حسن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "يعمد أحدكم فيبرك في صلاته برك الجمل".

قال الترمذي: حديث غريب لا نعرفه من حديث أبي الزناد إلا من هذا الوجه. قلت: فهذا الحديث صحيح لأن إسناده صحيح رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير


(١) قلت: بل هو ضعيف جدًا فقد كذبه الشعبي وابن المديني وغيرهما. ومما يدل على كذب حديثه هذا ثبوت الإقعاء المذكور فيه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في صحيح مسلم وغيره، فعلى أنصار السنة والمحبين لها أن يفعلوه أحيانًا في صلاتهم.