في "أمالي الأذكار" وذكر أن ابن حبان ذكر خزيمة في "الثقات" قال كما في شرح ابن علان الصديقي بعد أن ذكر مخرجيه: حديث صحيح".
قلت: ويؤسفني جدًا أن أقول: إن في هذا النقل عن الحافظ ابن حجر كثيرًا من التصرف والاختصار المخل؛ الذي يشبه التدليس المسقط لفاعله من رتبة المحتج يهم فيما يروونه وينقلونه، ذلك لأن كل من يقف على هذا الكلام المنقول عن الحافظ لا يتبادر إلى ذهنه إلا أن حديث سعد الذي فيه ذكر النوى أو الحصى هو عند الحافظ:
١ - صحيح لذاته.
٢ - صحيح بتمامه وفيه التسبيح بالحصى أو النوى.
٣ - وان خزيمة الذي في سنده ثقة عنده.
وكل هذا مما لا يفيده كلام الحافظ البتة عندما يقف القارئ الكريم عليه بنصه التام كما أورده ابن علان المذكور فقال في "شرحه عن الأذكار" ما نصه: "وقال الحافظ بعد أن ذكر من ذُكر ممن خرجه: حديث صحيح، ورجاله رجال الصحيح، إلا خزيمة، فلا يعرف نسبه ولا حاله، ولا روى عنه إلا سعيد يعني ابن أبي هلال، وذكره ابن حبان في "الثقات" كعادته فيمن لم يجرح ولم يأت بمنكر، وصحه الحاكم، وللحديث شاهد من حديث أبي أمامة الباهلي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مر به وهو يحرك شفتيه. فقال: ماذا تقول يا أبا أمامة؟ فقال: أذكر ربي، فقال: ألا أخبرك بأكثر وبأفضل من ذلك الليل مع النهار، والنهار مع الليل؟ تقول: سبحان الله عدد ما خلق الله، سبحان الله ملء ما خلق الله، سبحان الله عدد ما في الأرض وما في السماء، سبحان الله عدد ما أحصى كتابه، وسبحان الله ملء ما أحصى كتابه، وسبحان الله عدد كل شيء، وسبحان الله ملء كل شيء، وتقول: الحمد لله مثل ذلك. هذا حديث حسن، أخرجه النسائي في "الكبرى".