للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فانظر ما صنع هذا الشيطان فإن في نسبته للمشتغلين بالسنّة المطهرة إلى مخالفة أهل البيت طعنًا عظيمًا على أهل البيت لأنه جعلهم في جانب والسنّة في جانب آخر وجعل بينهما عنادًا وتخالفًا فانظر هذا الشيعي المحب لأهل البيت القائم في نشر مناقبهم كان أول ما قرره من مناقبهم النداء إلى الناس بأن من عمل بالسنّة المطهرة أو رواها أو أحبها فهو مخالف لأهل البيت، وحاشى لأهل البيت أن يكونوا كما قال، فهم أحق الأمة باتباع سنّة رسول الله والاهتداء بهديه والاقتداء بكلامه.

(ولو كانوا كما قال هذا الجاهل لم يكونوا من أهل البيت، بل من أعداء الشريعة المطهرة، وأعداء الله ورسوله فإن من تظهَّر بمخالفة سنة رسول الله فقد تظهر بمخالفة الله وبمخالفة رسوله وخرج من حزب الحق إلى حزب الباطل، ومن نور الهداية إلى ظلمة الغواية كائنًا من كان فليس بعد هذا شيء) (١).

ولقد رأينا هؤلاء الذين يسخطون على السنّة المطهرة ويعادون من اشتغل بها وعكف عليها يسمع أحدهم في المساجد والمدارس علوم الفلسفة وسائر علوم غير الشريعة يقرأها الطلبة على الشيوخ فلا ينكر ذلك ولا يرى به بأسًا. فإذا سمع حدثنا فلان عن فلان قال: قال رسول الله كان هذا أشد على سمعه من علم أرسطاطاليس وأفلاطون وجالينوس بل أثقل على سمعه من فرعون وهامان. فقبح الله أهل البدع وقلّل عددهم وأراح منهم فإنهم أضرّ على الشريعة من كل شيء قد شغلوا أنفسهم بمسائل معروفة هي رأس مذهبهم وأساسه وتركوا ما عدا ذلك وعابوه وعادوا أهله. انظر الرافضة فإنك تجد أكثر ما لديهم وأعظم ما يشتغلون به ويكتبونه


(١) ما بين القوسين () ساقط من (ب).

<<  <   >  >>