للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويحفظونه مثالب الصحابة المكذوبة عليهم ليتوصلوا بذلك إلى ما هو غاية ما لديهم من السّب والثلب لهم، صانهم الله وكبت مبغضيهم. ثم يعتبرون الناس جميعًا بهذه المسألة، فمن وافقهم فيها فهو المسلم حقًّا، المحق وإن فعل ما فعل، ومن خالفهم في هذه المسألة فهو المبطل المبتدع وإن كان على جانب من الورع وحظ من التقوى لا يقادر قدرهما، وقد يضمُّون إلى هذه المسألة التظهر بجمع الصلوات. وترك الجُمَعْ كما قلته في أبيات (١).

تشيّع الأقوام في عصرنا … منحصرٌ (في بدع تبتدع (٢))

عداوة السنّة والثلب للأ … سلاف والجمع وترك الجُمَعْ

وأما معيار التشيع في ديارنا هذه عند جماعة من الزيدية لا عند جميعهم فيزيدون على هذه الأربع خامسة وهي التظهر بترك بعض من سنن الصلاة كالرفع والضم فإن أهل الطبقة التي ذكرنا لك أنها أصل الشر إذا رأوا من يفعل الرفع والضم ونحوهما كالتوجه في الصلاة بعد التكبيرة والتورّك في التشهد الأخير والدعاء في الصلاة بغير ما قد عرفوه، عادوه عداوة أشد من عداوتهم لليهود والنصارى، وظنوا أنه على شريعة آخرة وعلى دين غير دين الإسلام وأوقعوا في أذهان العوام أنه ناصبي، فانتقلوا من فعله لهذه السنن أو أحدها إلى النصب الذي هو بغض عليّ وحكموا عليه به حكمًا جازمًا، فانظر هذا الصنع الشنيع الذي هو شبيه بلعب الصبيان.

ومما أحكيه لك: إني أدركت في أوائل أيام طلبي رجلًا يقال له الفقيه


(١) انظر ديوان الشوكاني: أسلاك الجوهر، تحقيق الدكتور حسين العمري، دمشق: دار الفكر (١٩٨٢) ص ٢٣٤.
(٢) أضاف المؤلف فوق هذه الجملة (في أربع من بدع) حسبما جاءت أيضًا في ديوانه دون أن يشطب على الجملة الأولى.

<<  <   >  >>