للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صالح النهمي (١) قد اشتهر في الناس بالعلم والزهد وطلب علوم الاجتهاد طلبًا قويًا فأدركها إدراكًا جيدًا، فرفع يديه في بعض الصلوات، ورآه يفعل ذلك بعض المدرسين في علم الفقه المشهورين بالتحقيق فيه والإتقان له، فقال: اليوم ارتدّ الفقيه صالح. فانظر هذه الكلمة من مثل هذا مع شهرته في الناس واجتماع كثير من طلبة علم الفروع عليه في جامع صنعاء، وشيبه الناصع وثيابه الحسنة، كيف موقعها في قلوب العامة وما تراهم يعتقدون في الفاعل لذلك بعد هذا، فأبعد الله هذا عالمًا وذهب بهذا علمًا، وإن كان لا عالم ولا علم فإن من لا يعقل الحجة ولا يفهم إلّا مجرّد الرأي لا الرواية ليس من العلم في شيء، ولا يستحق الدخول في باب من أبوابه، ولا ينبغي وصفه بشيء من صفاته، فيا هذا لا حيّاك الله أيكون فعل سنّة الرفع التي اجتمع على روايتها عن رسول الله العشرة المبشرة بالجنة ومعهم زيادة على أربعين صحابيًا، ردة وكفرًا وخروجًا من الملة الإسلامية، اتدري ما صنعت بنفسك يا جاهل؟! عمدت إلى سنّة من السنن الثابتة ثبوتًا متواترًا فتركتها، ولم تقنع لمجرد إنكار ثبوتها بل جاوزت ذلك إلى أن جعلتها ردة، فجنيت على صاحب الشريعة أولًا، ثم على كل مسلم يفعل هذه السنة ثانيًا، ثم على نفسك ثالثًا، فخبت وخسرت وخبطت خبطًا ليس من شأن من هو مثلك من أسراء التقليد واتباع التعصب وكفّرت عالمًا من علماء المسلمين، يفعل سنة من سنن سيد المرسلين، فمالك وهذا وأنت تعترف على نفسك أنك لا تعرف الحق ولا تعقل الصواب في مسائل الطهارة والتخلي (٢) والوضوء والصلاة، فكيف قمت ههنا مقام تكفير المسلمين


(١) لم يترجم له المؤلف في كتابه البدر الطالع، وجاء ذكرهُ في ترجمة ولده، محمد صالح النهمي (ت ١٢٥١ هـ) وإنه (أي صالح النهمي) كان شيخ مشائخ القراءآت السبع في صنعاء. البدر الطالع ٢/ ١٧٨.
(٢) التخلي: قضاء الحاجة، والمقصود أنه لا يعرف آداب قضاء الحاجة.

<<  <   >  >>