للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشخص إلى الحكم بطريق القهر والغلبة وليس بطريق العقد والاختيار، فيسرف في الظلم والاستبداد مما يسبب اندلاع حركات المقاومة والثورة ضد حكمه.

ج - محاولات القوى الخارجية السيطرة على اليمن، إذ حاولت الحركة الوهابية مد نفوذها ونشر دعوتها إلى اليمن، فاحتلت المخلاف السليماني عام ١٢١٧ هـ، ثم واصلت زحفها حتى استولت على جزء كبير من تهامة حتى الحديدة وزبيد وحيس (١)، ومنذ عام ١٢٤٨ هـ ١٨٣٢ م، فقد الإئمة سيطرتهم على عدن، واستقل بحكمها سلطان لحج ثم احتلها الإنجليز عام ١٢٥٤ هـ ١٨٣٩ م، ثم شهدت اليمن عودة الأتراك إلى السواحل اليمنية عام ١٢٦٥ هـ، وتمكنوا من الاستيلاء على صنعاء بعد عقدين من الزمان (٢).

٤ - كما أن هناك سببًا آخر لا يقل أهمية عما سبق، وهو عدم إنتشار التعليم على نطاق واسع في صفوف الشعب، وتمركزه في بعض المدن، كصنعاء، وصعدة، وذمار، وشهارة وكوكبان وزبيد، وانحصار التعليم في هذه المدن في بعض الأسر والبيوتات التي تتوارث احتكار التعليم واحتكار وظائف الدولة. كما أن نظام التعليم في العالم الإسلامي بعد ظهور التجزئة السياسية وظهور الدويلات المتعددة، قد ارتبط بالدولة، بغرض إعداد العناصر الكافية من المتعلمين لتسيير وظائف وأجهزة الدولة، وأيضًا للسيطرة على مناهج التعليم بحيث تتضمن تلك المناهج، غرس الولاء والطاعة في


(١) الشوكاني: البدر الطالع ١/ ٢٤٠ - ٢٤١؛ ٢/ ٨٠٧؛ الشجني: التقصار ص ٣٦ - ٤٠، ٣٥٣.
(٢) د. حسين العمري، حركة التجديد والإصلاح في اليمن، مجلة الاجتهاد (مرجع سابق) ص ١٧٧.

<<  <   >  >>