للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٠٨٧ هـ)، لم يستقر الوضع في اليمن بعد وفاته إلا فترة قصيرة دب بعدها التنافس والصراع على السلطة بين أفراد الأسرة القاسمية الحاكمة فأدى الحال بهم "إما إلى الاقتتال حتى يستسلم الضعيف للقوي، أو يتوزعون المناطق والمصالح مع من قد يعترفون آخر الأمر بسلطته الإسمية .. كما حدث على سبيل المثال، بعد عام ١١٢٧ هـ مع المنصور الحسين بن القاسم الشهاري [ت ١١٣١ هـ]، الذي لم يبق في حوزته إلا مخلاف شهارة وكحلان والسودة والشرفين، بعد أن اتفق مع أربعة من منافسيه من أبناء عمومته على تقسيم مناطق اليمن فيما بينهم" (١). وقد وصلت حدة التنافس والصراع على السلطة داخل الأسرة الحاكمة إلى الاقتتال بين الأبناء والآباء، كما حدث من خروج المنصور الحسين بن القاسم (ت ١١٦١ هـ) على والده الإمام المتوكل، القاسم بن الحسين بن أحمد بن الحسن (ت ١١٣٩ هـ)، وقد سعى في الصلح بينهما محمد بن إسماعيل الأمير (٢). وخروج المتوكل أحمد بن علي (ت ١٢٣١ هـ) على والده المنصور علي بن المهدي (ت ١٢٢٤ هـ)، واستأثر بالسلطة دونه، وقد تدخل في الصلح بينهما الإمام الشوكاني على أن يتسلم الابن السلطة الفعلية من أبيه (٣).

ب - قد لا تتحقق في بعض الأئمة أهليته للحكم بحسب شروط وقواعد الإمامة في الفكر السياسي الزيدي - وغالبًا ما يكون وصول مثل هذا


(١) د. حسين العمري حركة التجديد والإصلاح في اليمن مرجع سابق ص ١٧٦؛ زبارة نشر العرف في نبلاء اليمن بعد الألف، صنعاء: مركز الدراسات والبحوث (د. ت) ١/ ٦٠١ - ٦١٦.
(٢) زبارة، نشر العرف ٣/ ٣٧ - ٣٩.
(٣) الشوكاني البدر الطالع ١/ ٤٦٦ - ٤٦٧؛ محمد بن الحسن الشجني (ت ١٢٦٨ هـ) التقصار تحقيق: محمد بن علي الأكوع، صنعاء: مكتبة الجيل (١٩٩٠) ص ٤٥ - ٤٧.

<<  <   >  >>