حبيسة الخزائن والمكتبات اليمنية، ولم تنشر خارج اليمن وعلى نطاق واسع إلا مطلع هذا القرن على يد الشيخ محمد رشيد رضا.
٢ - المقاومة العنيفة - في الداخل - التي واجهت ذلك الفكر، كما واجهت دعاته والمبشرين به، من قبل المتعصبين وأنصار التقليد، الذين كانت لهم سطوة ونفوذ واسع في المجتمع، ووقوف السلطة - غالبًا - إلى جانبهم أو تحالفها معهم بهدف تأمين مصالح كلا الفريقين، واستمرار سيطرتهما وسيادتهما، التي لا يمكن استمرارها إلا بالإبقاء على الأوضاع السائدة (المتخلفة) وركود العلاقات الاجتماعية، فقد كانوا يرون في كل نزعة اصلاحية أو عقلية خطرًا عليهم، وتهديدًا لنفوذهم ومصالحهم، لذلك فقد قام المتعصبون بشن حملة دعائية مضادة لذلك الفكر الإصلاحي بهدف تشويهه في أذهان الناس وتنفيرهم عنه، وأيضًا بغية تقليصه والحد من انتشاره بفرض ما يشبه الحصار على ذلك الفكر، ورافق ذلك حملة من الإرهاب الفكري والمادي ضد هؤلاء النفر من المجتهدين.
٣ - كما كان لتردي الأحوال السياسية، إنعكاساتها السلبية على الأوضاع والعلاقات الاجتماعية والاقتصادية بعامة، وعلى الحياة الفكرية بشكل خاص، فلم يتهيأ لليمن خلال هذه المرحلة - مرحلة عصر النهضة - أن تنعم بالسلام والعدل والاستقرار سوى فترات قصيرة متقطعة حتى تعود بعدها الفتن والثورات والحروب إلى الإندلاع من جديد، مع ما يترتب عليها من شيوع الاضطراب والفوضى، وغياب الأمن والاستقرار، بفعل عوامل وأسباب كثيرة نذكر منها:
أ - الصراع على السلطة:
بعد خروج العثمانين من اليمن عام (١٠٤٥ هـ)، واستكمال وحدتها في عهد المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم (حكم اليمن من ١٠٥٤ -