للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والخرافات أثناء عصور الإنحطاط "فكانوا بأفكارهم مدرسة أو مدارس تتخطى عصر كل منهم" (١).

كما كان لفكرهم ومنهجهم التحرري، أثر واضح على شخصية الشوكاني وفكره فقد مهدوا له الساحة بأفكارهم المستنيرة (٢).

وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلها أولئك المصلحون والمجددون، إلا أن أفكارهم وآراءهم التحررية والإصلاحية لم يقدر لها أن تنتشر وتأتي بالثمار المرجوة منها ويمكن إرجاع ذلك من وجهة نظرنا، لعدة أسباب:

١ - انحصار فكر أولئك الرواد، داخل اليمن، وعدم انتشاره خارجها، بسبب موقع اليمن الجغرافي وبعده عن مركز الثقل والتأثير في المحيط العربي والإسلامي، ولعزلتها الفكرية والسياسية (٣) فظلت كتبهم


(١) المقالح: المصدر السابق.
(٢) المقالح المصدر السابق، د. عبد الغني قاسم، الإمام الشوكاني حياته وفكره، صنعاء: مكتبة الجيل الجديد (١٩٨٨) ص ٣١، ١٥٨؛ د. العمري (حركة التجديد والإصلاح في اليمن في العصر الحديث) مجلة الاجتهاد (العدد ٩) خريف ١٩٩٠ ص ١٨٩؛ المؤرخون اليمنيون ص ٦٥.
(٣) تشترك اليمن وعُمان في هذه الخصائص الجغرافية والسياسية والفكرية، فكلا المذهبين السائدين فيهما (الزيدية في اليمن والإباضية بعمان) لم يعتريهما حالة الجمود والركود الفكري التي أبتليت بها بقية أقطار العالم الإسلامي، لأن المذهبين - الزيدي، الأباضي - لم يعترفا بإغلاق باب الاجتهاد، وتمسكا بحرية الاجتهاد والفكر، وبرفض التقليد، ولذلك فقد استمر تواصل الإبداع والعطاء الفكري فيهما دونما إنقطاع، إلا أن اشتراك البلدين في الموقع الجغرافي وفي العزلة الفكرية والسياسية المفروضة عليهما، ساهم في إبقاء ذلك الفكر حبيس المنطقة الجغرافية "القصيَّة" وعدم انتشاره خارجها، ومن ثم عدم تأثيره، ليس في المرحلة موضوع دراستنا فحسب بل وفي المراحل السابقة عليها أيضًا.

<<  <   >  >>