للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإذا كان ناشئًا في أرض يشتغلون فيها بغير هذه المصنفات فعليه بالإشتغال بما اشتغل به مشائخ تلك الأرض مبتدئًا بما هو أقربها تناولًا، منتهيًا إلى ما هو النهاية للمشتغلين بذلك الفن في ذلك القطر. فاعرف هذا وأعلم أن ما أسميه ههنا إنما هو باعتبار ما يشتغل به الناس في الديار اليمنية. فمن كان في غيرها فليأخذ عن شيوخها في كل فن مقدارًا يوافق ما أذكره هنا.

واعلم أنه لا يستغني طالب العلم المتصور المتبحر في علم الشريعة العازم على أن يكون من أهل الطبقة الأولى عن اتقان ما اشتمل عليه شرح الرضي (١) على الكافية، من المباحث اللطيفة، والفوائد الشريفة، وكذلك ما في (مغني اللبيب) من المسائل الغريبة، ويكون اشتغاله بسماع شروح المختصرات بعد أن تكون هذه المختصرات محفوظة له حفظًا يمليه عن ظهر قلبه، ويبديه من طرف لسانه، وأقل الأحوال أن يحفظ مختصرًا منها هو أكثرها مسائل وأنفعها فوائد، ولا يفوته النظر في مثل الألفية (٢) لابن مالك وشروحها، والتسهيل وشرحه والمفصل (٣) للزمخشري، والكتاب لسيبويه، فإنه يجد في هذه الكتب من لطائف المسائل النحوية ودقائق المباحث العربية، ما لم يكن قد وجده في تلك.


(١) وهو العلامة محمد بن الحسن الرَّضِيّ الإستراباذي وفاته نحو سنة ٦٨٦ واشتهر شرحه في اليمن مع حاشيته للخبيصي.
(٢) وتسمى الخلاصة وإنما سميت بالألفية لأنها ألف بيت وهي من نظم محمد بن عبد الله الطائي المعروف بابن مالك المتوفى سنة ٦٧٢. أولها:
قال محمد هو ابن مالك … أحمد ربي خير مالك
وشرحها التسهيل المذكور من تأليف الناظم يقال أن نسخته الوحيدة ظلت محفوظة في اليمن ولم تعرف إلا فيه.
(٣) كتاب شهير ألفه جار الله أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري المتوفى سنة ٥٣٨ شرحه من علماء اليمن علي بن محمد بن هطيل والإمام المهدي أحمد بن يحيى المرتضى المتوفى سنة ٨٤٠.

<<  <   >  >>