للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وينبغي للطالب المذكور أن يطلع على (مختصر من) (١) مختصرات المنطق ويأخذه عن شيوخه ويفهم معانيه بعد أن يفهم النحو بفهم ما يبتدئ به من كتبه ليستعين بذلك على فهم ما يورده المصنفون في مطولات كتب النحو ومتوسطاتها من المباحث النحوية. ويكفيه في ذلك مثل المختصر المعروف بايساغوجي (٢)، أو تهذيب السعد (٣) وشرح من شروحهما. وسيأتي بيان ما ينبغي الاشتغال به من فن المنطق إن شاء الله، وليس المراد هنا إلا الاستعانة بمعرفة مباحث التصورات والتصديقات إجمالًا لئلا يعثر على بحث من مباحث العربية من نحو أو صرف أو بيان قد سلك فيه صاحب الكتاب مسلكًا على النمط الذي سلكه أهل المنطق فلا يفهمه كما يقع كثيرًا في الحدود والرسوم (٤) فإن أهل العربية يتكلمون في ذلك بكلام المناطقة، فإذا كان الطالب عاطلًا عن علم المنطق بالمرة لم يفهم تلك المباحث كما ينبغي.

ثم بعد ثبوت الملكة له في النحو وإن لم يكن قد فرغ من سماع ما سميناه يشرع في الاشتغال بعلم الصرف كالشافية (٥) وشرحها، والريحانية ولامية الأفعال (٦). ولا يكون عالمًا بعلم الصرف كما ينبغي إلا بعد أن تكون الشافية من محفوظاته لانتشار مسائل فن الصرف وطول ذيل قواعده وتشعب أبوابه. ولا يفوته الاشتغال بشرح الرضي على الشافية بعد أن يشتغل


(١) ساقط من (ب).
(٢) لفظ يوناني معناه الكليات الخمس وهذا الكتاب (أي المختصر) من تأليف أثير الدين معضل بن عمر الأبهري في القرن السابع الهجري.
(٣) ويسمى تهذيب المنطق والكلام من تأليف سعد الدين مسعود بن عمر التفتازاني المتوفى سنة ٧٩٢.
(٤) في (ب) والإلزمات.
(٥) من تأليف ابن الحاجب السابق الذكر.
(٦) من تأليف ابن مالك السابق الذكر.

<<  <   >  >>