للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بما هو أخصر منه من شرحها كشرح الجاربردي (١) ولطف الله الغياث (٢) فإن فيه من الفوائد الصرفية ما لا يوجد في غيره.

ثم ينبغي له بعد ثبوت الملكة له نحوًا وصرفًا وإن لم يكن قد فرغ من سماع كتب الفنين أن يشرع في علم المعاني والبيان، فيبتدئ بحفظ مختصر من مختصرات الفن يشتمل على مهمات مسائله كالتلخيص و (شرح السعد) المختصر وما عليه من الحواشي وشرحه المطول وحواشيه. فإنه إذا حفظ هذا المختصر وحقق الشرحين المذكورين وحواشيهما، بلغ إلى مكان من الفن مكين. فقد أحاطت هذه الجملة بما في مؤلفات المتقدمين من شُرَّاح (المفتاح) ونحوه. وإذا ظفر بشيء من مؤلفات عبد القادر الجرجاني (٣) والسكاكي (٤) في هذا الفن فليمعن النظر فيه فإنه يقف في تلك المؤلفات على فوائد.

وينبغي له حال الاشتغال بهذا الفن إن يشتغل بفنون مختصرة قريبة المأخذ قليلة المباحث كفن الوضع، وفن المناظرة، ويكفيه في الأول رسالة الوضع (٥) وشرح من شروحها. وفي الثاني آداب البحث العضدية (٦) وشرح من شروحها. وقد تشعبت مسائل علم المناظرة في الأزمنة الأخيرة


(١) هو أحمد بن الحسن الجاربردي المتوفى سنة ٧٤٦. وله شرح على الشافية وشرح على الحاوي.
(٢) هو لطف الله بن محمد الغياث له عدة كتب في الصرف منها المناهل الصافية على الشافية وهو شهير ومعروف.
(٣) هو أبو بكر بن عبد القادر بن عبد الرحمن الجرجاني المتوفي سنة ٤٧١. له عدة كتب منها أسرار البلاغة ودلائل الإعجاز. (الحبشي).
(٤) هو يوسف بن أبي بكر بن محمد السكاكي المتوفى سنة ٦٢٦. من أشهر كتبه مفتاح العلوم في البلاغة. (الحبشي).
(٥) رسالة من تأليف الشريف الجرجاني المتوفى سنة ٨١٦. (الحبشي).
(٦) نسبة إلى مؤلفها عضد الدين عبد الرحمن بن أحمد المتوفى سنة ٧٥٦ (الحبشي).

<<  <   >  >>