فوصل رجل من الأكراد من طلبة العلم ومعه رسالة وشرحها يذكر أنها لبعض علماء الهند ولم يعرف اسمه، وفيها من الفوائد والتفاصيل ما لا يوجد في الآداب العضدية وشروحها إلا ما هو بالنسبة إليه كالرموز. وقد نقلها الناس عنه وانتشرت بين علماء صنعاء، وهي في نحو ثلاثة كراريس مشتملة على مقدمة وتسعة مباحث. ولا يستغني طالب هذا الفن عن إمعان النظر فيها، وقد اشتغلت بهذه الرسالة وقابلتها معه على نسخته ولم يكن له من الفهم والاستعداد ما يبلغ به إلى أن تؤخذ عنه هذه الرسالة وشرحها رواية ودراية مع كونه كان من أهل الصلاح والإكباب على الطلب والرغبة في العلم.
وكما تشعبت مباحث علم المناظرة فقد تشعبت أيضًا عند المتأخرين مباحث (علم البديع). فإن الموجود في كتب المتقدمين من أنواعه اللفظية والمعنوية دون أربعين نوعًا وعند أهل البديعيات زيادة على مائة وخمسين نوعًا.
وأخبرني الشيخ عبد الرحمن بن أحمد الرئيس من علماء الحرم المكي عند وفوده إلى صنعاء أنه قد أنهاها بعض المتأخرين إلى نحو سبع مائة نوع، وإنه وقف على رسالة أو منظومة - الشك مني - لبعض المتأخرين تشمل على ذلك، وأنا بحمد الله قد استخرجت أنواعًا من البديع وذكرت لها أسماء خارجة عن الأسماء التي ذكرها أهل هذا العلم، وذكرت أبياتًا اشتملت (١) على ذلك.
ثم ينبغي له أن يكب على مؤلفات اللغة المشتملة على بيان مفرداتها
(١) وهذا في كتاب للمؤلف بعنوان الروض الوسيع في عدم انحصار البديع منه عدة نسخ خطية بمكتبة الجامع برقم (١).