للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما من كان أهلًا للعلم وفي مكان من الشرف فإنه يزداد بالعلم شرفًا إلى شرفه، ويكتسب به من حسن السِّمت وجميل التواضع ورائق الوقار وبديع الأخلاق ما يزيد علمه علوا وعرفانه تعظميًا، فيتخلق بأخلاق الأنبياء ومن يمشي على طريقهم، من عاملي العلماء وصالحي الأمة، ويعرف للعلم حقه، ويعظمه بما ينبغي من تعظيمه، فلا يكدره بالمطامع ولا يشوبه بالخضوع لأهل الدنيا، ولا يجهمه بالتوصل به إلى ما في يد الأغنياء فيكون عنده مخدومًا لا خادمًا، ومقصودًا لا قاصدًا.

وبين هاتين الطائفتين طائفة ثالثة، ليست من هؤلاء ولا من هؤلاء، جعلوا العلم مكسبًا من مكاسب الدنيا، ومعيشة من معايش أهله لا غرض لهم فيه إلا إدراك منصب من مناصب أسلافهم، ونيل رئاسة من الرئاسات التي كانت لهم، كما نشاهده في غالب البيوت المعمورة بالقضاء أو الإفتاء أو الخطابة أو الكتابة، أو ما هو شبيه بهذه الأمور، فإن من كان طالبًا للوصول إلى شيء من هذه الأمور، ذهب إلى مدارس العلم يتعلم ما يتأهل به لما يطلبه، وهو لا يتصور البلوغ إلى الثمرة المستفادة من العلم، والغاية


= فريضة على كل مسلم"، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (١/ ١١٩ - ١٢٠)، وفيه عثمان بن عبد الرحمن القرشي قال عنه البخاري: مجهول، وعقب محقق المعجم الكبير حمدي السلفي: بأن للحديث روايات عن جماعة من الصحابة يرتقي بها إلى الحسن" (الطبراني ١٠/ ١٩٥ (١٠٤٣٩) أما الزيادة "وواضع العلم عند غير أهله أو في غير أهله … " التي أخرجها ابن ماجة في سننه عن أنس رقم (٢٢٤٠) قال عنه الهيثمي: إسناده ضعيف لضعف حفص بن سليمان" وقال الشوكاني في الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة، بعد عرض مختلف روايات الحديث: "وبالجملة فالحديث ليس بموضوع ومن جعله في الموضوعات فقد أخطأ"، وقد عقب المرحوم عبد الرحمن المعلمي محقق كتاب الشوكاني على كلام المؤلف، "لم يثبت من اسانيده ما يدفع عنه الوضع ومتنه منكر. ." الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة ص ٢٧٤ - ٢٧٥؛ أيضًا ابن عدي، الكامل في الضعفاء ٦/ ٢٠٩١.

<<  <   >  >>