للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ما يكون له من التأثير في قلوب من يزورهم من العامة ما لا يُقادر قدره ثم يزيد ذلك قليلًا قليلًا حتى يحصل لهم من الاعتقاد في أولئك الأموات ما يقدح في إسلامهم ويخدش في توحيدهم. ولو اتبع الناس ما أرشد إليه الشارع من تسوية القبور كما ثبت في صحيح مسلم وغيره من حديث أبي الهياج قال: قال لي علي بن أبي طالب: "ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله ، أن لا تدع قبرًا مشرفًا إلا سويته، ولا تمثالًا إلا طمسته" (١) فانظر كيف بعث رسول الله أميرًا لهدم القبور المشرفة وطمس التماثيل هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، ثم بعث عليٌّ أيام خلافته أميرًا على ذلك هو أبو الهيّاج. وأخرج أبو داود وابن ماجة وابن حبان والحاكم من حديث جابر: "أن النبي نهى أن يجصص القبر وأن يُبنى عليه وأن يكتب عليه وأن يوطئ" (٢) "وأخرجه مسلم في صحيحه" بدون ذكر الكتابة. قال الحاكم: "النهي عن الكتابة على شرط مسلم وهي صحيحة غريبة". قال: "والعمل من أئمة المسلمين من المشرق إلى المغرب على خلاف ذلك يعني يقررون كتابة الاسم من دون إنكار، انتهى" (٣) وأقول: لا حجة في أحد خالف السنة الثابتة عن رسول الله كائنًا من كان قل عددهم أو كثر فليس لهم أن يشرعوا للناس غير ما شرعه الله، بل يُحملون على الخطأ وعدم العناية بأمر الشرع والتساهل في أمر الدين. وما هذا بأول


(١) أخرجه مسلم في صحيحه ٣/ ٦١ (جنائز ٩١)؛ أحمد ١/ ٨٩، الحاكم في المستدرك ١/ ٥٢٤ (١٣٦٦ - ١٣٦٧).
(٢) صحيح مسلم (جنائز ٩٤ - ٩٥)؛ ابن ماجه (١٥٦٢ - ١٥٦٤)؛ أحمد ٦/ ٢٩٩، ٣/ ٣٣٢، ٣/ ٣٩٩؛ النسائي (ب الجنائز ٩٧ - ٩٨)؛ الترمذي (ب الجنائز ٥٨)؛ الخطيب البغدادي/ تاريخ بغداد ١٣/ ٢١٣، الحاكم، المستدرك ١/ ٢٢٥ (١٣٦٩ - ١٣٧٠).
(٣) المستدرك ١/ ٥٢٥.

<<  <   >  >>