- عدم مخالفة الدليل: لأن التفكير العلمي إنما هو طريقة في النظر والبحث تعتمد أساسًا على العقل والبرهان المقنع بالتجربة أو الدليل (١).
يقول الشوكاني:"فالمعيار الذي لا يزيغ أن يكون طالب العلم مع الدليل في جميع موارده ومصادره، لا يثنيه عنه شيء ولا يحول بينه، وبينه حائل فإذا وجدَ في نفسه نزوعًا إلى غيره وأدرك منها (أي من نفسه) رغبة للمخالفه وتأثيرًا لغير ما هو الحق، فليعلم أنه قد أصيب بأحد الأسباب السابقة - أي أسباب التعصب - من حيث لا يدري"(ص ١٤٣).
- عدم القبول أو الرفض المسبق لأي رأي أو فكر دون تفكير وتمحيص ونقد:"ومن حق الإنصاف ولازم الاجتهاد أن لا يحسن الظن أو يسؤه بفرد من أفراد أهل العلم على وجه يوجب قبول ما جاء به، أو رَدِّه من غير إعمال فكر وإمعان نظر، وكشف وبحث، فإن هذا شأن المقلدين وصنيع المتعصبين وإن غرَّته نفسه بأنه من المنصفين، وأن لا يغتر بالكثرة فإن المجتهد هو الذي لا ينظر إلى من قال، بل إلى ما قال، فإن وجد نفسه تنازعه إلى الدخول في قول الأكثرية والخروج عن قول الأقلية، أو إلى متابعة من له جلالة قدر ونبالة ذكر وسعة دائرة علم، لا لأمر سوى ذلك، فليعلم إنه قد بقي فيه عرق من عروق العصبية، وشعبة من شعب التقليد وأنه لم يوف الاجتهاد حقه"(ص ٢٠٥ - ٢٠٦) ويدخل في التقليد كذلك قبول أو رفض بعض العلوم لمجرد تزكية بعض العلماء لها أو تنفيرهم عنها (ص ١٩٧، ٢٠٥ - ٢٠٨).
- اعتماد الباحث في كل علم على أهله، والرجوع إلى مصادره الأساسية: فإذا واجهت الباحث مسألة متعلقة باللغة، يرجع فيها إلى كتب اللغة، ويأخذ بأقوال أهلها، ولا يلتفت إلى قول غيرهم فيها (ص ١٢٤