وتقويم أفهامهم بما يقدرون به على فهم معاني ما يحتاجون إليه من الشرع، دون قصد إلى الاستقلال بأنفسهم، بل يعولون على السؤال عند التعارض، أو الاحتياج للترجيح.
ويقترح المؤلف لكل فئة من فئات المتعلمين، المنهج التعليمي الملائم لها الذي يحقق هدفها المنشود من التعليم، والسِّمة الأساسية التي تميز هذه المناهج التي يقترحها المؤلف:
- أنها تساعد على تنيمة التفكير العلمي الذي يستند على الفهم والتقويم والنَّقد والتحرر من قيود التقليد، وتؤهل الطالب/ الباحث إلى الاعتماد على النفس في البحث والوصول إلى المعنى والاستقلال في التفكير وفي تكوين آرائه وأحكامه، والوصول إلى الإبداع الفكري والتجديد (١). فكما رَكَّز الشوكاني في الفصل السابق، على توضيح العوائق التي تحول بين الإنسان وبين التفكير العلمي الصحيح، وتحول أيضًا دون الاستفادة من مصادر العلم والمعرفة، فقد ركَّز في هذا الفصل على ضرورة إمتلاك الطالب لمهارات التعليم الذاتي، فلا حاجة للمتعلم إلى تكديس وحفظ المعلومات عن أي علم بقدر ما يحتاج إلى اكتساب المهارات التي تتيح له فرصة الاستقلال بنفسه والمقدرة على مواصلة البحث والتوسع في الموضوع أو العلم الذي يريد التوسع أو البحث فيه، ويكفي الطالب للوصول إلى هذه المرحلة "أن يأخذ من كل فن من فنون الاجتهاد بنصيب يعلم به ذلك الفن علمًا يستغني به عن الحاجة إليه، أو يهتدي به إلى المكان الذي فيه ذلك البحث على وجه يفهم به ما يقف عليه منه"(ص ٢٢٠ - ٢٢١).
ويقول في البدر الطالع عن القدر الذي يكتفي به طالب "الطبقة
(١) د. عبد الغني قاسم/ الإمام الشوكاني حياته وفكره ص ٥١٤، ٥٣٣.