للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقصدها المؤلف بنقده في هذا الكتاب، إنما هي مجموعة من أدعياء العلم ظهرت في عصر الشوكاني وفي بعض المراحل السابقة لعصره، وسلكت طريقًا مغايرًا لمنهج الزيدية (سنشير إلى بعض خصائص الزيدية بعد قليل) وحاولت فرض التقليد، وإشاعة الغلو في التشيع، واتخذت من التعصب والإرهاب سلاحًا ضد كل من يخالفها في الرأي أو في هذا النهج. أما موقف الشوكاني الحقيقي من الزيدية وعلاقته بها، فهو وإن كنا لا نميل إلى تصنيف الشوكاني ضمن أي مذهب فقهي أو كلامي (أصولي)، إلا أننا نود التأكيد على أمرين:

الأول: إن أقرب تصنيف للشوكاني - من وجهة نظرنا - أنه مجتهد متحرر من أي نزعة مذهبية، فالإسلام هو المذهب الذي ينتمي إليه، ويستقي معارفه وآراءه من ينابيعه الأولى (الكتاب والسنة) بعيدًا عن أي تعصب مسبق لأي مذهب من المذاهب ولا ضده.

الثاني: إن الشوكاني، ظل الابن البار والوفي للزيدية التي أنجبته واكتسب منها عقلانيته ونضجه الفكري، وإيمانه بحرية الرأي والاجتهاد، حتى وصل إلى ما وصل إليه.

ولهذا حرص المؤلف على المحافظة على أصالة المذهب الزيدي، واستمراره في صورته الناصعة والبعيدة عن مظاهر التقليد والتعصب، والاهتمام بإزالة كل ما علق به من الشوائب في رحلته الطويلة خلال تعاقب القرون والأجيال، ولا أدلّ على تقدير الشوكاني للمذهب الزيدي واهتمامه به، من قيامه بشرح الكتب الرئيسية للمذهب كالأزهار وشفاء الأوام، أو الدفاع عن وجهة نظر المذهب في مسألة الصحابة في كتابه "إرشاد الغبي" كما أنه لا يخلو أي كتاب من كتبه من الإشادة بالمذهب وأئمته ومجتهديه،

<<  <   >  >>