للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمتعلم" (١) وهو فيما ينبغي للعالم وللمتعلّم معرفته والإحاطة به.

ثم آتي إلى "أدب الكتاب" للصولي الذي حبسه على حاجة من تصدّى الصنعة الكتابة في الدواوين وغيرها، فكان له في أدوات الكتابة من القلم والدواة والقرطاس مادة مفيدة إلى غير ذلك من الفوائد التي لا غنى لطالب هذه الصنعة منها.

وأنت واجد في كتاب "لباب الآداب" لأسامة بن منقذ فوائد تتصل بما نحن فيه. على أننا لا نعدم أن نجد من استعمل "الأدب" و "الآداب" وأراد بهما صنعة الشعر والنثر والشاعر والناثر، ومن هذا كتاب "زهر الآداب" للحصري القيرواني، وكتاب "المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر" لضياء الدين بن الأثير.

على أننا نجد لابن السمعاني كتابًا في "أدب الإملاء والاستملاء" يعرض فيه لقواعد الرواية وطرائقها وشروطها، وهذا يدخل في هذه الصنعة التعليمية.

ومن المفيد أن أشير إلى أن مادة "أدب" التي انصرفت إلى العملية التربوية وما يتصل بها من تهذيب و "تقويم"، قد احتملت شيئًا من العقاب. ومن هنا كان من لوازم "المؤدّب" أن يعرف وسائل ضبط التلميذ أو الطالب بغية تقويمه، ومن هذه الوسائل العقوبة على اختلاف النظر إليها.

وما زال معنى، العقاب معروفًا في كلمة "أدب" في لغة المعربين.

ويحسن بي أن أشير هنا إلى مصطلح آخر أخذ من مصطلح "الأدب" بعض الشيء وهو مصطلح "سياسة".


(١) ومؤلفه ابن جماعة.

<<  <   >  >>