للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أحمد الجلال (١) والعلامة صالح بن مهدي المقبلي (٢) فنالهما من المحن والعداوة من أهل عصرهما ما حمل الأول على استقراره في هجرة الجراف (٣) منعزلًا عن الناس وحمل الثاني على الارتحال إلى الحرم الشريف والاستقرار فيه حتى توفاه الله فيه، ومع هذا فنشر الله من علومهما وأظهر مؤلفاتهما ما لم يكن لأحدٍ من أهل عصرهما ما يقاربه فضلًا عن أن يساويه.

ثم كان في العصر الذي قبل عصرنا هذا السيد العلامة محمد بن إسماعيل الأمير (٤) وله في القيام بحجة الله والإرشاد إليها وتنفير الناس عن العمل بالرأي وترغيبهم إلى علم الرواية ما هو مشهور معروف، فعاداه أهل عصره وسعوا به إلى الملوك، ولم يتركوا في السعي عليه بما يضره جَهدًا، وطالت بينه وبينهم المصاولة والمقاولة ولم يظفروا منه بطائل ولا نقصوه من جاه ولا مال، ورفعه الله عليهم وجعل كلمته العليا، ونشر له من المصنفات المطوّلة والمختصرة ما هو معلوم عند أهل هذه الديار، ولم ينتشر لمعاصريه المعادين له المبالغين في ضرره بحث من المباحث العلمية فضلًا عن رسالة فضلًا عن مؤلف بسيط، فهذه عادة الله في عباده فاعلمها وتيقنها.


(١) الحسن بن أحمد الجلال (ت ١٠٨٤ هـ) له مؤلفات كثيرة، راجع ترجمته في البدر الطالع ١/ ١٩١ - ٤١٩٤؛ مصادر الفكر الإسلامي في اليمن عبد الله الحبشي ص ١٢٩.
(٢) توفي سنة ١١٠٨ هـ من مؤلفاته: العلم الشامخ، (مطبوع)، انظر: البدر الطالع ١/ ٢٨٨ - ٢٩٢، مصادر الفكر الإسلامي ص ١٣٢.
(٣) كانت من ضواحي صنعاء الشمالية، وقد اتصلت بها في الوقت الحاضر مباني صنعاء فأصبحت حيًا من أحيائها يعرف بهذا الاسم.
(٤) توفي ١١٨٢ من إجلاء العلماء انظر ترجمته في: البدر الطالع ٢/ ١٣٣ - ١٣٩؛ (مصادر ص ٦٢) (الحبشي).

<<  <   >  >>