وسافر إلى
الحرمين الشريفين في آخر عمره فحج وزار، وأخذ عن السيد محمد حسين الحنفي مفتي مكة المباركة
وكان من أصحاب الطحطاوي.
وله شرح على المقامات الهندية وحل أبحاث الفرائد وشرح على كنز الدقائق في الفقه، وله ترجمة
طوطي نامه للنخشبي، وكلها بالعربية.
مات لليلة بقيت من شوال سنة ثلاثمائة وألف ببلدة مجهلي شهر، كما في تجلى نور.
مولانا محمد طه النصير آبادي
الشيخ الفاضل محمد طه بن زين العابدين بن نور الدين الحسني الحسيني النصير آبادي البريلوي
أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ بنصير آباد وسافر للعلم، فقرأ الكتب الدرسية على الشيخ عبد
الحكيم اللكهنوي وعلى غيره من العلماء، ثم سافر إلى ناكور إلى جدي السيد عبد العلي، وكان من
بني أعمامه فلازمه مدة حياته.
وكان زاهداً متقللاً قانعاً باليسير مع العمل الكثير، أخذ عنه السيد الوالد وقرأ عليه ترجمة القرآن
ورسائل النحو والمنطق.
مات سنة أربع وسبعين ومائتين وألف، كما في مهر جهانتاب.
مولانا محمد ظاهر البريلوي
الشيخ العالم الكبير محمد ظاهر بن غلام جيلاني بن محمد واضح بن محمد صابر ابن آية الله بن
علم الله الحسني الحسيني البريلوي أحد العلماء الربانيين، ولد ببلدة رائي بريلي في زاوية جده علم
الله سنة ثمان وتسعين ومائة وألف، واشتغل بالعلم على عمه قطب الهدى ولازمه مدة، وقرأ بعض
الكتب على مولانا ذي الفقار علي الديوي، ثم سافر إلى لكهنؤ وأخذ عن الشيخ عبد الجامع
السيدنبوري، وتطبب على بعض الأطباء المشهورين، ثم رجع إلى بلدته وأخذ الطريقة عن السيد
الإمام أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي، وكان من بني أعمامه وسافر إلى الحرمين الشريفين فحج
وزار، ورجع إلى الهند، وتصدر للإرشاد.
وكان ورعاً تقياً ذا مهابة وخلق حسن وتواضع، سليم العقل، فصيح اللسان يحترمه الناس لما اشتمل
عليه من حسن الصورة وحلو المنطق وعذوبة المحاضرة، لم يزل مشتغلاً بالوعظ والخطابة
والتدريس والإفتاء وفصل الخصومات من غير أن ينصبه السلطة وكان ذلك مع الفضل والدين
والرزانة.
وكانت له ملكة راسخة في قرض الشعر ينشئ بكمال الفصاحة والحلاوة لا سيما في الهندية الخالصة
عن خلط الألفاظ العربية والفارسية يقال له بهاكا وعلى كلامه رونق القبول، وقد جمع السيد الوالد
جملة صالحة من ذلك في كتابه مهر جهانتاب وهو جد سيدي الوالد رحمه الله من جهة الأم.
وله مصنفات منها تحريم الحرام في تفسير قوله تعالى "وما أهل لغير الله به"، ومنها قاطع البدعة،
ومنها خير المسالك في السلوك، ومنها رسالة في مبحث وحدة الوجود، وله ديوان الشعر الهندي.
مات سنة ثمان وسبعين ومائتين وألف ببلدة رائي بريلي بمرض الفالج وقبره مشهور ظاهر بمقبرة
أسلافه.
العلامة محمد عابد السندي
الشيخ الامام العالم المحدث الفقيه محمد عابد بن أحمد علي بن محمد مراد بن يعقوب الحافظ بن
محمود الأنصاري الخزرجي ثم أحد بني أيوب الأنصاري رضي الله عنه، ولد ببلدة سيون بلدة على
شاطئ النهر شمالي حيدر آباد السند هاجر جده مع رهطه إلى أرض العرب وكان يلقب بشيخ الاسلام
وكان من أهل العلم والصلاح، فتوفي عمه في الحديدة وأبوه بجده، فقرأ الشيخ محمد عابد أكثر ما قرأ
على عمه محمد حسين بن محمد مراد ثم على علماء اليمن والحجاز، أجلهم السيد العلامة عبد الرحمن
بن سليمان بن يحيى بن عمر الأهدل والشيخ يوسف بن محمد بن العلاء المزجاجي والشيخ محمد
طاهر سنبل والمفتي عبد الملك القلعي والشيخ صالح بن محمد العمري الفلاني، وكان أكثر مقام
الشيخ بزبيد، دارة باليمن معروفة حتى عد من أهلها ودخل صنعاء اليمن فألقى بها رحله، ولبث فيهم
برهة من عمره يتطبب