للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كم ذا التنازع ريح العز أذهبها كم ذا التشاجر ويحاً أثمر السدما

كم ذي الفتاوي وكم تكفير إخوتكم كم ذا التشاتم واذلاه واندما

هذا الذي فتر الإسلام نهضته هذا الذي قصر الأعزام والهمما

هذا الذي حير الأحرار ترقية هذا الذي غير الأخلاق والشيما

الله الله كونوا أصدقاء كما كانت معاشرة أسلافنا القدما

الله الله إن كنتم لهم خلفا فتابعوهم مع الإحسان لا جرما

وثقفوا أود الأحداث تربية حتى تقوم بهم شوق الكمال نمى

ضيعتموهم إذا الأقوام غيركم حازوا الفنون وفاقوا في النهى حكما

غداً سيسأل كل عن رعيته فما جوابكم يا معشر العلماء

توفي إلى رحمة الله سبحانه ليلة العشرين من محرم سنة عشرين وثلاثمائة وألف بمدينة بمبىء،

أخبرني بذلك صنوه عبد الله الجيتكر.

الشيخ أحمد بن عثمان المكي

الشيخ العالم المحدث أبو الخير أحمد بن عثمان الحنفي المكي ثم الهندي المالوي، كان من العلماء

المبرزين في الرجال والسير، لم يكن مثله في زمانه أحد بعد شيخنا حسين بن محسن السبعي

الأنصاري اليماني.

ولد بمكة المباركة في ثاني ذي القعدة سنة سبع وسبعين ومائتين بعد الألف، وقرأ المختصرات في

البلدة المباركة ثم دخل الهند، وذلك في سنة ست وتسعين ومائتين وألف، فلازم شيخنا العلامة حسين

بن محسن المذكور، وأخذ عنه الحديث والرجال وأصول الحديث والتفسير وغيرهما، وصحبه مدة

طويلة حتى برع وفاق أقرانه، ثم سافر البلاد، وجاب الأغوار والأنجاد، ولقي المشايخ الأمجاد، وتتبع

المدارس والمكاتب، وصنف الكتب، وفي آخر أمره دخل مراد آباد ولازم شيخنا الإمام المحدث فضل

الرحمن بن أهل الله البكري المراد آبادي، وقرأ عليه الصحاح والسنن.

ومن مصنفاته: إتحاف الإخوان في أسانيد مولانا فضل الرحمن، وإتحاف البشر في أعيان القرن

الثالث عشر، والنفح المكي لمعجم شيوخ أحمد المكي، والهدية الأحمدية في أنساب ولد الشيخ أحمد بن

عبد الأحد السرهندي إمام الطريقة المجددية وهي بالفارسية، وقد طبع منها الأول والآخر، ونسخة من

معجمه في المكتبة الآصفية بحيدر آباد خطية.

مات سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة وألف بمدينة بمبىء.

السيد أحمد بن المتقي الدهلوي المعروف بسيف أحمد خان

الرجل الكبير الشهير أحمد بن المتقي بن الهادي بن عماد بن برهان الحسيني التقوي الدهلوي.

كان من مشاهير الشرق، لم يكن مثله في زمانه في الدهاء ورزانة العقل، وجودة القريحة، وقوة

النفس والشهامة والفطنة بدقائق الأمور، وجودة التدبير، وإلقاء الخطبة على الناس، والمعرفة بمواقع

الخطبة على حسب الحوادث، والتفرس من الوجوه، وقد وقع له مع أهل عصره قلاقل وزلازل،

وصار أمره في حياته أحدوثة، وجرت فتن عديدة، والناس قسمان في شأنه: فبعض منهم مقصر به

عن المقدار الذي يستحقه، بل يريعه بالعظائم، وبعض آخر يبالغ في وصفه ويجاوز به الحد، ويلقبه

بالمجدد الأعظم والمجتهد الأكبر، ويتعصب له كما يتعصب القسم الأول عليه، وهذه قاعدة مطردة في

كل من يفوق أهل عصره في أمر، وهو ما بلغ رتبة العلماء، بل قصارى أمره ادلاجه في الفضلاء،

وهو ما أتقن فناً، وتصانيفه شاهدة بما قلته، فإن رأيت مصنفاته علمت أنه كان كبير العقل، قليل

العلم، ومع ذلك كان سامحه الله تعالى قليل العمل، لا يصلي ولا يصوم غالباً.

<<  <  ج: ص:  >  >>