للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أرى الليالي والأيام سودها سود النوائب حتى بيضها ظلم

يا ماشياً فوق وجه الأرض ذا ميل ما تحت رجل إلا أعظم رمم

يا ظامئاً ليس يروي ظماه شبم لقد وردت سراباً وهو مضطرم

كن حيث شئت فلا تنفك من حرق ما دام روحك في الأعضاء تحتدم

لحا المهيمن ذي الدنيا وطالبها في بعدها نكد في قربها تهم

والعمر لحظة عين لا قرار لها وما مضى مثل ما لم يمض منعدم

جئنا بكياً ورحنا حاسرين على اله امات يلقي عليها الترب والرجم

وللزمان غلو في تلاعبه يبني فيهدم ما يبنيه أو يضم

أين الصناديد من فرس ومن عرب لم ينج داراً ولا صخر ولا هرم

أين الذي شيد الأهرام يحسبها تحميه عن مهرمات دونها حطم

سل هل تنبىء عن أبنائها سباء أو هل تخبر عن آرامها إرم

وليسأل القلعة الحمراء طارقها كم من دموع جرت فيها وطل دم

عفى الديار ديار العلم قاطبة قحط الرجال وأيم الله قد عدموا

في غدوة شفعت صبح القيامة من نعى تزلزل منه الشم والأكم

رزء تدارك منه الدين منسلما وقد وهت عروة الإسلام تنفصم

ومن قصيدة أنشأها لندوة العلماء:

عفى ديار علوم الدين قاطبة نسج الدبور وأرياح جرت نقما

يا للمدارس أضحت وهي دارسة يا للمكاتب تبكي العلم والعلما

أما سمعتم بكاها وهي صارخة صراخ ثكلى على مولدها اخترما

هذي المشاعر ضيم الدهر عطلها ورد واردها غيظاً وما كظما

هذي الشعائر لم يبق الصروف بها مقدار عشر العشير الوزن والقيما

وارحمتاه لأرض الدين ينقصها ريب المنون ممدا سيلها العرما

وارحمتاه لدين قل عصبته من كل حام حماه راسخ قدما

وارحمتاه لدين لات عدته فمد بالنهب أيدي عصبها الخصما

وارحمتاه لدين قل نادبه والرجال وواسيفاه واقلما

يا للبقية صونوا الدين تنتصروا يصونكم ويرد المجد والحشما

إني محذركم من وقع واقعة يمسي الوليد لديها هيبة هرما

ألا خذوا حذركم في كل آونة فما اتقى النار إلا كيس حزما

ووثقوا عروة الإسلام أوهنها تفرق فيكم قد حل مخترما

هذي اختلافاتكم كم شخصت بكم وسفهت عرب الإسلام والعجما

أليس أكمل هذا الدين ربكم أما أتم عليكم فضله النعماء

يا ليت شعري ففيما ذا اختصامكم وما الذي بعده ترضونه حكما

<<  <  ج: ص:  >  >>