للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والكلام

والطب وغيرها على مولانا عبد الله الحنفي البدايوني، والقاضي محمد إسماعيل المهري الشافعي

الكوكني، والشيخ عبد الحميد باعكظه الشافعي الخطيب، والعلامة عبد الحي بن عبد الحليم اللكهنوي،

ومولانا نصر الله خان الخورجوي، والشيخ محمد شاه الحنفي المحدث نزيل دهلي، وبرع في كثير

من العلوم لا سيما الفنون الأدبية، ولكن الزمان احتال عليه بالداء العضال ورماه بوجع في ظهره،

حتى اشتد عليه المرض وانحنى ظهره، وحصلت له كلفة عظيمة من الجلوس والقيام والمشي، وكان

مع شدة مرضه يلقى الناس ببشاشة، ويراعي معهم الخلق الحسن، ويحافظ على الأوقات، وكان أكثر

وقته في المطالعة، وأكثر اشتغاله بنفع الخلائق من التدريس والمداواة والنصيحة، وشهد بفضله

وتبحره جماعة من الفضلاء، منهم: السيد علوي بن أحمد السقاف شيخ السادة في الحرم الشريف

المكي، قال فيه: إنه ممن يشد إليه الرحال، ولو لم يكن لنا قصد في دخول الهند والخروج من مكة

المشرفة سوى زيارته لكفى.

وله شعر رائق، غاية في حسن السبك، وجودة التركيب، وطلاوة الألفاظ، وجزالة المعنى، قد أرسل

إلى جملة صالحة من قصائده الغراء، ووصفني بأبيات رائقة لست أهلاً لذلك.

فمن قصيدة نبوية له:

يا شوق بلغ إلى جيران ذي سلم سلام صب سليم الهم والألم

واستمطرن من ندى ألطافهم شبما يطي لظى لاعج في القلب مضطرم

وقل لهم أرسلوا طيفاً فطيفهم روح المحبين يحيي ميت النسم

من لي به وسهادي ظل يمنعه أو بالكرى وهو مدفوع بينهم

لولاهم ما كلأت الليل مكتئباً أرعى النجوم حليف الوجد والسقم

ولا جرى دمع عيني كالعقيق على ذكر العقيق وذكر البان والعلم

لولا اضطراب فؤادي من مياسمهم ما زاده خفقاناً بارق الظلم

ولا صبا القلب أو هاج البكا وصبا إن هب ريح جرت من رقمتي اضم

يا لائمي وشراب الحب أسكرني لو ذقت لذة كأس الحب لم تلم

ألست تعلم أن العدل في مهج ال عشاق يفعل فعل الزيت في الضرم

أعان شوقي جوى قد شب في كبدي وخانني في الهوى صبري ومعتزمي

هوى سرى في دمي قدماً فلا عجب إن ضن عيني بدمعي وهو عين دمي

والدهر لم يكفه أني الجريح به حتى رماني بداء غير منحسم

لم يصف مشرب في عيشتي أبداً فمم عوفيت بالآلام والنقم

ضاعت بضاعتي المزجاة صفوتها وما اكتسبت سوى حمل من التهم

يا ليت شعري لم الخلاق أنشأني أللتحسر والآلام والندم

هبني ذنوبي قد جمت أليس لها من الرسول شفيع رحمة الأمم

محمد بهجة الدارين نورهما سر الوجود وعين الجود والكرم

ومن قصيدة يرثي بها شيخه عبيد الله:

الله أكبر كاد الخير ينعدم والموت أفضل ما في الخلق يخترم

كلا ولا حي ينجو من مخالبه سيان عند المنايا القرم والقزم

مالي أرى الأرض تبقى وهي تنقصها جزر ومد لبحر الهول ملتطم

<<  <  ج: ص:  >  >>